استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة عقب انحسار جائحة «كورونا» التي أثرت في اقتصادات العالم، وأفرزت تداعيات سلبية على معظمها، أن تثبت قدرتَها على تخطّي الصعاب، ومواجهة التحديات على مختلف الصُّعُد؛ وهو ما تؤكده النتائج التي حققتها الدولة على مؤشرات التنافسية العالمية. ووفقًا لبيانات المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، جاءت دولة الإمارات في مقدمة الدول التي حققت نتائجَ مميزةً في عددٍ من المؤشرات، إذ تصدرت 156 مؤشرًا عالميًّا للعام 2022، مقارنة بـ121 مؤشرًا في عام 2020، الأمر الذي يؤكد مكانةَ الدولة على المستوى العالمي، ونجاح تجربتها في التعافي سريعًا من آثار الجائحة، وتحقيقها نموًّا نوعيًّا في شتى القطاعات. وفي هذا السياق تصدرت دولة الإمارات مؤشرات عدة قطاعات، من بينها: الاقتصاد، والمالية، والصحة، والتكنولوجيا المتقدمة، والطاقة، والبنية التحتية، والتوازن بين الجنسين، ورأس المال البشري، والتعليم، والبيئة والتغيّر المناخي، وجذب المواهب. وقد نجحت على المستوى الاقتصادي في تجاوز التداعيات الاقتصادية لجائحة «كورونا»، وأظهرت تعافيًا سريعًا لاقتصادها الوطني، وهو أمر يعود الفضل الأكبر فيه إلى تمتّعها بمستويات متعددة من التنوع الاقتصادي وانتهاجها سياسات اقتصادية تسعى إلى تقليص الاعتماد على النفط، وترسيخ الاقتصاد القائم على المعرفة والابتكار. من هذا المنطلق حققت الدولة تقدمًا كبيرًا في المؤشرات الاقتصادية والتجارية، إذ بلغت نسبة نمو الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة للربع الأول نحو 399 مليار درهم، مقارنةً بـ36 مليار درهم في الربع الأول من عام 2021. وفي مؤشرات التوازن بين الجنسين تصدّرت دولة الإمارات المرتبةَ الأولى عالميًّا، أبرزها مؤشر وجود قانون ضد العنف الأسري، ومؤشر وجود قانون لإجازة والدية مدفوعة، وكذلك مؤشر نسبة الإناث في البرلمان الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية.. وهي إنجازات مبهرة تشير إلى الجهود المبذولة والمتواصلة للحكومة الإماراتية عبر عقود لتعزيز مفهوم التوازن بين الجنسين، ودعم وتمكين المرأة في مختلف المجالات. وعلى صعيد الجهود الحثيثة التي تبذلها دولة الإمارات لمكافحة التغيّر المناخي، تصدرت دولة الإمارات العديد من المؤشرات العالمية في هذا القطاع ومنها؛ مؤشر قلة تلوث الهواء داخل المنازل، ومؤشر الرضا عن جهود المحافظة البيئية، إضافةً إلى تصدّرها لمؤشر قلّة الوفيات الناجمة عن تلوث الهواء المنزلي، ومؤشر استخدام الوقود النظيف، إذ تعدّ الدولة من أوائل دول منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا التي توجهت إلى خفض الانبعاثات ومواجهة تغيّرات المناخ من خلال إطلاق مبادرة «الحياد المناخي 2025» التي تستثمر الإمارات بموجبها ما يزيد على 600 مليار درهم لتطوير مشروعات تعمل بالطاقة النظيفة. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
مشاركة :