البنوك اللبنانية تواجه موجة اقتحامات بالإغلاق

  • 9/17/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

اقتحم مودعون عدداً من البنوك اللبنانية للمطالبة باستعادة مدخراتهم المجمدة في النظام المصرفي، استمراراً لـ«موجة» من الحوادث من هذا النوع الأسبوع الجاري، وسط حالة إحباط بسبب الانهيار المالي المتفاقم من دون نهاية تلوح في الأفق. ومع تصاعد وتيرة اقتحام المصارف أمس، دعا وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي إلى اجتماع طارئ بعد الظهر، «للبحث في الإجراءات الأمنية التي يُمكن اتخاذها». وأصدرت جمعية المصارف اللبنانية قراراً بإغلاق كافة المصارف لمدة ثلاثة أيام، اعتباراً من يوم الاثنين المقبل على خلفية حوادث الاقتحام. وتفرض المصارف اللبنانية منذ خريف 2019 قيوداً، مشددة على سحب الودائع تزايدت شيئاً فشيئاً، حتى أصبح من شبه المستحيل على المودعين التصرّف بأموالهم، خصوصاً تلك المودعة بالدولار الأميركي، مع تراجع قيمة الليرة أكثر من تسعين في المئة أمام الدولار. وصنّف البنك الدولي أزمة لبنان الاقتصادية من بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850. وتحولت مودعة استعادت جزءاً من مدخراتها بالقوة، يوم الأربعاء الماضي، بعد أن اقتحمت أحد مصارف بيروت بسلاح مزيّف، إلى «نموذج» شجّع آخرين للقيام بالمثل من أجل استرجاع ودائعهم. وسجلت بشكل متلاحق حوادث مماثلة في بيروت وفي مناطق أخرى. وتحولت المودعة سالي حافظ، التي كتبت أنها تسعى لجمع المال لدفع تكاليف علاج أختها المريضة بالسرطان، إلى «بطلة» بحسب ما وصفها روّاد مواقع التواصل الاجتماعي الذين تناقلوا قصتها، وصورة لها تحمل فيها مسدساً وتقف على مكتب أحد موظفي المصرف. وحظيت هذه الحادثة والحوادث المشابهة بدعم شعبي في الشارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. وأكد مصدر أمني أنه جرى القبض على رجل يحمل مسدساً تبين بعد ذلك أنه لعبة، اقتحم مصرفاً لبنانياً في مدينة الغازية بجنوب البلاد أمس. وقال بنك لبنان والمهجر «بلوم»، في بيان، إن مسلحاً اقتحم فرع البنك في منطقة الطريق الجديدة في بيروت، صباح أمس، للمطالبة بمدخراته، مضيفاً إن الوضع تحت السيطرة. وتعالت الهتافات المساندة للرجل، الذي تم تعريفه باسم عابد سوبرة، من جانب حشد كبير خارج البنك، وهو مشهد تكرر في العديد من هذه الحوادث. وقال أحد السكان، ويدعى رابح كوجوك، إن سوبرة تاجر وإنه معرض للسجن، لأن هناك دائنين يطالبونه بأموال، رغم أنه يملك أموالاً في البنك. وفي حادث ثالث، دخل مسلح بمسدس خرطوش فرعاً لبنك لبنان والخليج، في منطقة الرملة البيضاء في بيروت لاستعادة مدخرات تقدر بنحو 50 ألف دولار، حسبما قال موظف في البنك، مضيفاً أن الوضع لا يزال مستمراً، وأن هناك موظفين وعملاء عالقين بالداخل. ولم يتم تقنين وضع ضوابط لرؤوس الأموال، لكن المحاكم بطيئة في إصدار أحكام لصالح المودعين، الذين يحاولون الحصول على مدخراتهم عن طريق رفع دعاوى قضائية ضد البنوك، وهو ما دفع بعضهم للبحث عن طرق بديلة للحصول على أموالهم. وأوضح المصدر الأمني أن الرجل الذي اقتحم بنك «بيبلوس» في مدينة الغازية تمكن، أمس، من استرداد جزء من أمواله قبل اعتقاله، مضيفاً إنه من المعتقد أن السلاح الذي كان بحوزته لعبة. وقال بنك بلوم، إن قوات الأمن تفاوضت مع سوبرة، الذي اقتحم فرعاً للبنك في بيروت، لإقناعه بالخروج من المبنى، مضيفاً أن من المعتقد أنه سلم السلاح لقوات الأمن. وحثت جمعية مصارف لبنان السلطات، أمس الأول، على محاسبة المتورطين في اعتداءات لفظية وجسدية على البنوك، وقالت إن البنوك نفسها لن تتساهل. واعتُقل رجل الشهر الماضي بعد أن اقتحم بنكاً في بيروت لسحب أموال من أجل علاج والده المريض، لكن أخلي سبيله بدون توجيه اتهام له بعد أن أسقط البنك دعواه القضائية ضده.

مشاركة :