✍️الدكتور عادل باعيسى، استشاري الطب النفسي ومدير إدارة التوعية الصحية والإعلام والعلاقات العامة في مستشفى الصحة النفسية بجدة يمكن للآباء مساعدة أطفالهم على بلوغ أفضل صحة ممكنة؛ حيث إن التأسيس لحياة صحية وجسد سليم يبدأ منذ الطفولة الباكرة. تُعد السنوات الباكرة من الحياة أساسية لصحة الطفل وتطور نموه من جميع النواحي، الجسدية، والعقلية، والاجتماعية والعاطفية. إذا تمكن الأهل من تلبية حاجات طفلهم الجسدية بشكل مستمر ومنتظم، فسوف يُدرك سريعًا بأن أهله مصدر للأمان والاكتفاء، مما يؤسس لرابطة قوية من الثقة بين الأهل والطفل. إذا تمتع الطفل بصحة جيدة في سنواته الأولى، فسوف ينمو بشكل سليم ويتمتع بصحة جيدة في مراهقته. يحتاج الطفل إلى التشجيع والاهتمام والتعاطف لكي ينمو بشكل سليم من الناحية العاطفية والذهنية. يخلق بعض الأهالي بيئة منظمة وإبداعية لأطفالهم، مُستخدمين في ذلك مجموعة متنوعة من الألعاب والأدوات التقنية. ولكن الأهم من محتويات بيئة الطفل هو جو السعادة، والتفاعل الإيجابي من الأهل مع طفلهم، واستمتاع الجميع بذلك. فالأهل الذين يتبسمون دائمًا في وجوه أطفالهم، ويتكلمون إليهم بطريقة ودودة، ويتواصلون معهم جسديًا بطريقة صحيحة، ويُعبرون عن حبهم لهم بشكل مستمر، ولكنهم لا يشترون لهم عددًا كبيرًا من الألعاب أو الأدوات، لا يُعدّون مُقصرين بحق أطفالهم ولا يؤثرون بشكل سلبيٍ على نموهم. يتعزز نمو الطفل على نحو أمثل إذا تمتع الأهل بالمرونة الكافية، وأخذوا بعين الاعتبار عمر الطفل، وطبيعته النفسية، وتفضيلاته، ومرحلة نموه، ونمطه التعليمي. من الأفضل دائمًا التنسيق بين الأهل وأساتذة المدرسة من أجل التعامل بصورة أمثل مع الطفل. يحتاج الأطفال في سنوات طفولتهم لبيئة تحفزهم على الفضول المعرفي وحب التعلم والاكتشاف. ينبغي تزويد الأطفال بالكتب والموسيقى. كما أنه من المفيد أن يقوم الأهل بتخصيص وقت يومي للقراءة التفاعلية مع أطفالهم، فيشجعونهم على طرح الأسئلة والإجابة عليها، ويُعززون قدرتهم على التركيز، واهتمامهم بممارسة النشاطات التعليمية. كما أن الحدّ من عدد ساعات جلوس الأطفال أمام التلفاز والألعاب الإلكترونية إلى أقل من ساعتين يوميًا يمنحهم المزيد من الوقت لممارسة الألعاب التفاعلية. من المفيد جدًا أن ينخرط الطفل في اللعب مع أقرانه في الروضة أو الساحات العامة المخصصة لذلك. يساعد ذلك الطفل على اكتساب مهارات وخبرات اجتماعية ضرورية، مثل المشاركة. بالإضافة إلى ذلك، قد يبدأ الطفل بتعلم الأحرف والأرقام والألوان. يساعد تعلم هذه المهارات على جعل الدخول إلى المدرسة عملية أكثر سهولة. كما أن دخول الطفل إلى روضة جيدة قبل سن المدرسة يساعد على اكتشاف اضطرابات التعليم ومعالجتها باكرًا في حال وجودها.
مشاركة :