تعد صناعة الفخار من الحرف التقليدية التراثية في منطقة المدينة المنورة، والتي يحرص الزوّار على اقتنائها كذكرى من أرض طيبة الطيبة، وتحظى الصناعة بدعم واهتمام من «هيئة التراث» بهدف المحافظة عليها ودعم أصحابها من خلال الدورات والورش والفعاليات المتنوعة. وتعمل المعامل بالطريقة التقليدية القديمة من خلال تجهيز الحرفي لعجينة الطين بشكل يدوي مع إضافة بعض المواد الطبيعية التي تساعد على تماسكها، ثم يوضع الطين على شكل قوالب وأحجام متنوعة، ليخرج بشكل فني واحترافي، بعد ذلك يجفف في الشمس والهواء، وينقل إلى الفرن بدرجة حرارة معينة ليكتسب الصلابة والقوة ويكون جاهزًا للبيع. تمّام محمود، أحد الحرفيين أعرب عن اعتزازه وفخره بهذه المهنة التي تعلمها بالوراثة عن أبيه وجده منذ أكثر من 40 عاماً، رغم التحديات والصعوبات التي تواجه العامل بها والتي تحتاج إلى الكثير من الصبر والإتقان. ويُحضر الطين الممزوج المستخدم في صناعة الفخار من أودية المدينة المنورة، بعد سقوط الأمطار، حيث تتميز المنطقة بمجموعة من الأودية التاريخية التي ورد بعضها في أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ويشهد الطلب على الفخار في الفترة الحالية تراجعاً؛ ويعود ذلك -كما يرى تمّام- إلى تنوع واختلاف أسعار الأدوات المنزلية الحديثة والتي باتت في متناول الجميع، واقتصرت صناعة الفخار حالياً على الجوانب الفنية والجمالية والهدايا التي يحرص على اقتنائها الزوار من مختلف دول العالم.
مشاركة :