نقلت «وول ستريت جورنال» عن عسكريين أوكرانيين، أمس، تأكيدهم أن روسيا ألحقت أضراراً جسيمة بالقوات الأوكرانية بواسطة طائرات إيرانية مسيرة بدون طيار «درون» من طرازي «كاميكازي» و«شاهد 136»، لتكون بذلك أول منظومة تسلح أجنبية تستخدم على نطاق واسع من قبل موسكو منذ إطلاقها العملية العسكرية الخاصة ضد كييف في فبراير الماضي. وقال قائد الكتيبة المدفعية «92 ميكا» الأوكرانية الكولونيل روديون كولاجين، إنه على مدار الأسبوع الماضي، بدأت طائرات «شاهد 136» والتي أعيد طلاؤها بالألوان الروسية وأعيد تسميتها باسم «إبرة الراعي»، في الظهور فوق مواقع المدرعات والمدفعية الأوكرانية بمنطقة خاركيف الشمالية الشرقية. وفي منطقة عمليات لوائه وحدها، دمرت الطائرات الإيرانية بدون طيار، التي تطلق عادة بشكل زوجي ثم تصطدم بأهدافها، مدافع «هاوتزر» ذاتية الدفع عيارات 152 ملم وعيار 122 ملم، بالإضافة إلى مركبتي مشاة طراز «BTR». وأضاف كولاجين إنه قبل الاستخدام الحالي على نطاق واسع لـ«طائرات شاهد»، أجرت موسكو اختباراً أغسطس الماضي، حيث ضربت مدفع «هاوتزر M777» قطر 155 ملم بـ«لدرون» الإيرانية، مشيراً إلى أن طائرة إيرانية أخرى بدون طيار تعطلت وتم انتشالها. وحتى الآن، يبدو أن «الدرون» الإيرانية نشرت بأغلب منطقة خاركيف، حيث يشن «اللواء 92» والقوات الأوكرانية الأخرى هجوماً كبيراً في الوقت الحالي، واستعادوا حوالي 8500 كيلومتر مربع، من الأراضي التي احتلتها القوات الروسية. وأرجع قادة أوكرانيا اعتماد موسكو على الطائرات المسيرة الإيرانية في خاركيف إلى خسارتهم ميزة المدفعية الساحقة التي يمتلكونها في مناطق أخرى. ويرى خبراء مستقلون فحصوا صوراً لحطام طائرة بدون طيار أُسقطت أخيراً في منطقة بخاركيف أنه مطابقة لطراز «شاهد 136»، وهو أحدث تطور لتصميم «أجنحة دلتا» في طهران. وذكر خبير مؤسس بشركة استشارات استراتيجية أن صاروخ «شاهد 136» يمكن أن يوفر لموسكو «ثقلاً موازناً قوياً» لأنظمة الأسلحة عالية التقنية، مثل قاذفات صواريخ «هايمرز»، التي تقدمها الولايات المتحدة لأوكرانيا. وقال «إن وجود شاهد 136 في حرب أوكرانيا يُغيّر بلا شك الخطط العملياتية لكييف لأن المساحة الواسعة للمعركة تجعل من الصعب الدفاع ضده». وأوضح أنه يمكن استخدام «شاهد 136» بفاعلية كبير حيث يستهدف أحدهما نظام رادار والثاني يصيب قطع مدفعية، وأشار إلى أن لدى إيران أنظمة مضادة للتشويش يمكن أن تجعل من الصعب على القوات الأوكرانية مواجهتها، وتابع «بمجرد أن يثبت شاهد على الهدف، سيكون من الصعب إيقافه». وبين أن الطائرات الإيرانية بدون طيار صغيرة نسبياً وتطير على ارتفاع منخفض جداً، مما يجعل من الصعب على أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية اكتشافها. وأعرب عن أمله في أن تتمكن واشنطن وحلفاؤها من تزويد كييف بتقنيات أكثر تقدماً لمواجهة المسيرات المفخخة، أو التدخل لتعطيل شحنات الطائرات بدون طيار الإيرانية إلى روسيا. وأفادت وزارة الدفاع البريطانية، في تحديثها الاستخباري، 14 سبتمبر الحالي، بأنه من المرجح للغاية أن تكون موسكو قد نشرت طائرات إيرانية بدون طيار في أوكرانيا لأول مرة. وفي إشارة إلى عدم التأكد من مدى «شاهد 136» المزعوم والذي يبلغ 2500 كيلومتر، أشارت لندن إلى أنه حتى الآن، يبدو أن موسكو تستخدم المسيرات لشن ضربات تكتيكية بالقرب من الخطوط الأمامية بدلاً من تدمير المزيد من الأهداف الإستراتيجية في عمق الأراضي الأوكرانية. ويأتي ذلك بعد نحو شهرين من تحذير مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان من أن مسؤولي الدفاع الروس زاروا إيران استعداداً لتنفيذ صفقة التزود بالمسيرات العسكرية. وعلمت «الجريدة» من مصادر مطلعة، في وقت سابق، أن روسيا حصلت على نحو 1000 طائرة مسيرة من طرازات متعددة وأنها سعت للضغط على المرشد الإيراني علي خامنئي لقبول تزويدها بما تحتاجه من «درون» من ترسانة بلاده العاملة وعدم انتظار خطوط الانتاج الجديدة. ويمثل استخدام روسيا لطائرات «شاهد 136» التحدي الأكبر لترسانة طهران خارج منطقة الشرق الأوسط، حيث استخدمت طهران بنجاح مسيراتها للضغط على أميركا وحلفائها في الشرق الأوسط. كما يسلط الضوء على أوجه القصور في برنامج الطائرات بدون طيار الروسي، الذي لم يكن قادراً على مضاهاة القوة النارية للطائرات بدون طيار المسلحة التي نشرتها أوكرانيا. واتهمت إسرائيل والغرب إيران ووكلائها باستخدام «درون» مفخخة لمهاجمة صناعة النفط السعودية، والعاصمة الإماراتية أبوظبي، والجنود الأميركيين في سورية، وكذلك ناقلات نفط في خليج عمان في السنوات الأخيرة.
مشاركة :