اعتمدت حكومة زيمبابوي عرضاً مقدماً من مجموعة مستثمرين صينيين لتشييد مجمع معادن تستخدم في صنع البطاريات بقيمة 2.83 مليار دولار لمعالجة المعادن بما في ذلك الليثيوم والبلاتين والنيكل، وهي خطوة تُعدّ الأحدث لإنعاش اقتصادها المتداعي. تعتزم شركتا "هونغ كونغ إيغل إنترناشيونال هولدينغ" (Hong Kong Eagle International Investment Holding) و"باسيفك غول إنفستمنت" (Pacific Goal Investment) تطوير مجمع صناعي متكامل يتضمن مصانع ليثيوم وملح وكبريتات نيكل ومصهر سبائك نيكل وكروم، وفقاً لما ذكرته "إيغل إنترناشونال" في وثائق اطلعت عليها "بلومبرغ"، وجرى التحقق منها عبر وزير المناجم بفونغوا كوناكا. أوضح نائب وزير المناجم بوليت كامبامورا أنه سيتم توقيع الاتفاق حول الخطة في وقت لاحق الجمعة. قيمة مضافة قالت الشركة إن: "الهدف من المجمع الصناعي للمنطقة الاقتصادية الخاصة الجديدة للطاقة هو تطوير سلسلة قيمة صناعية متمثلة في معادن الطاقة الجديدة مثل الليثيوم والنيكل، لزيادة القيمة المضافة للمنتجات المعدنية وتكوين قاعدة حديثة لإنتاج الطاقة تحتضن العالم بينما يقع مركزها في أفريقيا". جذبت عملية التحويل المتسارعة نحو السيارات الكهربائية، وصعود أسعار الليثيوم اهتمام المستثمرين إلى زيمبابوي. وتؤسس شركتا "تشان شين ليثيوم غروب" (Chengxin Lithium Group) و"سينومين ريسورس غروب" (Sinomine Resource Group) مشروعاً مشتركاً لاستكشاف المعدن، وتخطط شركة " تشجيانغ هوايو كوبالت" لاستثمار 300 مليون دولار لتطوير منجم ليثيوم بمنطقة أركاديا بشمال شرق البلاد. رغم ذلك، أعلنت زيمبابوي عن مشروعات كبرى عديدة أخرى في الماضي لم تؤت ثمارها. وأعلنت حكومة الرئيس الزيمبابوي إيمرسون منانغاغوا عمّا يفوق 27 مليار دولار من الاستثمارات المرتقبة منذ بلوغه سدة الحكم في نوفمبر 2017، رغم أن البلاد لا تمتلك الكثير لتقديمه. ولم تحرز مشروعات مناجم البلاتين الممولة من قبل مستثمرين روس وقبارصة سوى تقدم محدود، وهو ما حدث مع خطة أخرى لتنشيط شركة تصنيع اللحوم المملوكة للدولة. عدم استقرار عبر عقدين، عصف انعدام الاستقرار السياسي والاقتصادي بالاقتصاد، عقب مصادرة أراضٍ مملوكة لمزارعين تجاريين بيض في عام 2000، ما أسفر عن فرض عقوبات على البلد من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى عدد من بلدان أصغر. ولم تُسدّد الديون المستحقة لمقرضين متعددي الأطراف، كما وقعت نوبتا تضخم مفرط. أوضح "كوناكا" عبر الهاتف أن الاتفاقية المزمعة مع "إيغل إنترناشيونال" و"باسيفيك غول" تُعدّ "إنجازاً بارزاً لنا". ولم تتوافر تفاصيل حول سبل تمويل المشروع في وثائق الشركة، ولم تستطع "بلومبرغ" الوصول فوراً لوسيلة اتصال بالمسؤولين في "إيغل إنترناشيونال" و"باسيفك غول" للتعليق على الموضوع. من المنتظر الانتهاء من تشييد مجمع المعادن المستخدمة في تصنيع البطاريات على مساحة تتراوح ما بين 30 إلى 50 كيلومتراً مربعاً (تعادل 19 ميلاً مربعاً) مع حلول نهاية 2025، بحسب الوثائق. سيقع المجمع في "مابينغا"، على مسافة 48 كيلومتراً تقريباً (30 ميلاً) شمال غرب هراري عاصمة زيمبابوي. مشروعات طاقة من بين المشروعات المخطط لها في المجمع محطتي طاقة بقوة 300 ميغاواط ستُشيّد بتكلفة 250 مليون دولار لكل واحدة لإمداد الكهرباء لمختلف المصافي، ومن المنتظر اكتمال المحطة الأولى مع حلول 2024 والثانية بعدها بعام. تتضمن خطط أخرى مقترحة للبنية التحتية تشييد مصنع لكبريتات النيكل بتكلفة مليار دولار، ومصهر لسبائك النيكل والكروم بتكلفة 500 مليون دولار، ومصنع ملح ليثيوم بقيمة 450 مليون دولار، بحسب الوثائق. تُعتبر كربونات الليثيوم وهيدروكسيد الليثيوم وكبريتات النيكل مواد خام تُستعمل في إنتاج بطاريات الليثيوم المستخدمة في تخزين الطاقة الشمسية. وتستخدم سبائك النيكل والكروم في إنتاج الصلب المقاوم للصدأ.