بيروت - الوكالات: اقتحم مودعون لبنانيون أمس خمسة مصارف على الأقل في مواقع مختلفة في محاولات لاسترداد جزء من ودائعهم، ضمن حلقة جديدة من الحوادث المماثلة في هذا البلد الذي يرزح تحت أزمة اقتصادية خانقة. وبعد أن سجلت حادثة اقتحام صباح أمس لمصرف في مدينة صيدا بجنوب لبنان، أُبلغ عن أربعة حوادث مماثلة في مناطق متفرقة من بيروت وجنوب لبنان، ليرتفع مجموع تلك الحوادث في غضون يومين إلى سبعة. ومع تصاعد وتيرة اقتحام المصارف أمس، دعا وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي إلى اجتماع طارئ بعد الظهر «للبحث في الاجراءات الأمنية التي يُمكن اتخاذها». كما أصدرت جمعية المصارف اللبنانية قرارا بإغلاق كافة المصارف مدة ثلاثة أيام اعتبارا من يوم الاثنين المقبل على خلفية حوادث الاقتحام. وتفرض المصارف اللبنانية منذ خريف 2019 قيوداً مشددة على سحب الودائع تزايدت شيئاً فشيئاً، حتى أصبح من شبه المستحيل على المودعين التصرّف بأموالهم، ,خصوصا تلك المودعة بالدولار الأمريكي، مع تراجع قيمة الليرة أكثر من تسعين في المhئة أمام الدولار. وصنّف البنك الدولي أزمة لبنان الاقتصادية من بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850. وتحولت مودعة استعادة جزءاً من مدخراتها بالقوة يوم الأربعاء الماضي بعد أن اقتحمت أحد مصارف بيروت بسلاح مزيّف إلى «نموذج» شجّع آخرين للقيام بالمثل من أجل استرجاع ودائعهم. وسجلت بشكل متلاحق حوادث مماثلة في بيروت وفي مناطق أخرى. واقتحم مودع صباح أمس فرعاً لمصرف في مدينة صيدا في جنوب لبنان سعيا لاسترجاع جزء من وديعته تحت تهديد السلاح. وقال أحد حرّاس المصرف لوكالة فرانس برس: «سكب صفيحة من البنزين على الأرض» وهدّد بإضرام النار، ما أثار حالة من الذعر داخل المصرف. بعد ساعات قليلة من حادثة أمس، ساد التوتر في محيط أحد فروع «بلوم بنك» في حي الطريق الجديدة ببيروت، وانتشرت القوى الأمنية. ونقل شهود خارج فرع المصرف أن صاحب متجر مثقل بالديون اقتحم المصرف بالقوة وطالب بوديعته المحتجزة. وأضاف شهود من مكان الحادثة وكالة فرانس برس بأن الرجل احتجز داخل المصرف مع عناصر الشرطة، ويعتقد أنه لم يكن مسلحاً. وبينما كان التوتر يتراجع في منطقة الطريق الجديدة، كان رجل آخر يقتحم مصرفاً في حي الرملة البيضاء، مشهرا بندقية صيد في وجه الموظفين. وجاءت هذه الحوادث بعد أن نجحت مودعة يوم الأربعاء في الحصول على جزء من وديعتها بعد أن اقتحمت أحد فروع بنك لبنان والمهجر في بيروت، مشهرة سلاحاً تبين لاحقاً أنه بلاستيكي. وتحولت المودعة سالي حافظ التي كتبت أنها تسعى لجمع المال لدفع تكاليف علاج أختها المريضة بالسرطان إلى «بطلة» بحسب ما وصفها روّاد مواقع التواصل الاجتماعي الذين تناقلوا قصتها، وصورة لها تحمل فيها مسدسا وتقف على مكتب أحد موظفي المصرف. وحظيت هذه الحادثة والحوادث المشابهة بدعم شعبي في الشارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. وقالت كارلا شهاب (28 عاماً)، وهي من سكان بيروت: «لها كل الحق في أن تفعل ذلك، ولو امتلكت شجاعتها لفعلت الشيء ذاته». وأضافت: «لا تسمحوا لأحد أن يطلق عليها اسم سارقة بنك، إنها ليست كذلك، اللصوص هم المصارف والحكومة والطبقة التي تحميهم». وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية أن رجلاً في منطقة في مدينة عاليه شمال شرق بيروت اقتحم مصرفاً وأخذ وديعة له في أحد المصارف بالقوة. وفي 11 أغسطس الماضي، حظي رجل غاضب دخل مصرفاً في منطقة الحمرا في بيروت بتضامن شعبي مماثل، بعدما احتجز الموظفين ساعات وطالب بأمواله تحت تهديد السلاح، لدفع تكاليف علاج والده.
مشاركة :