جنيف – الوكالات: أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أمس أنها تريد أن ترسل «قريبا جدا» بعثة إلى مدينة إيزيوم الأوكرانية التي أعادت السيطرة عليها من القوات الروسية قبل فترة قصيرة، للتحقق من ادّعاءات السلطات الأوكرانية حول وجود مقبرة جماعية فيها وحدوث تصفيات. وقالت إليزابيث ثروسيل الناطقة باسم المفوضية خلال إحاطة إعلامية للأمم المتحدة في جنيف: «زملاؤنا في اوكرانيا في بعثة مراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا يتحققون من هذه الادعاءات ويريدون تنظيم زيارة لإيزيوم لتحديد ظروف مقتل هؤلاء الأشخاص» الذين عثر على جثثهم في المدينة. وأضافت: «سيؤمنون متابعة وسينظمون على ما نأمل زيارة لإيزيوم قريبا». وأكدت أوكرانيا أمس أنها عثرت على «حوالي 450 قبرا» في مدينة إيزيوم التي استعادتها القوات الأوكرانية قبل فترة قصيرة من الجيش الروسي في شمال شرق البلاد. وقالت ثروسيل لصحفيين في جنيف: «أي معلومة من هذا النوع تثير صدمة. لذا من الضروري التوصل إلى معرفة ظروف وفاة الأشخاص المدفونين في هذه المقابر الجماعية». وأوضحت أنه من المهم التأكد عند اكتشاف مقابر جماعية إن كان الأمر يتعلق بعسكريين أو مدنيين وهل قتلوا عمدا أو قضوا في معارك أو لأسباب طبيعية ناجمة عن غياب الرعاية الطبية. ولم تعلق روسيا على الفور على تقارير المقبرة الجماعية. ونفت قبل ذلك ارتكاب جنودها فظائع خلال الصراع. وبعد أسبوع من المكاسب السريعة في الشمال الشرقي سعى المسؤولون الاوكرانيون الى تخفيف سقف التوقعات بأنهم قد يواصلون التقدم بهذه الوتيرة. وأوضحوا أن القوات الروسية التي فرت من منطقة خاركيف تتموضع حاليا وتخطط للدفاع عن الاراضي في منطقتي لوجانسك ودونيتسك المجاورتين. وقال الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرج لراديو هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي): «من المشجع جدا بالطبع أن نرى أن القوات المسلحة الاوكرانية قادرة على استعادة الاراضي وكذلك شن ضربات خلف الخطوط الروسية». وأضاف: «وفي الوقت نفسه اننا بحاجة إلى فهم أن هذه ليست البداية لنهاية الحرب. علينا أن نكون مستعدين فترة طويلة». ويقول مسؤولون أوكرانيون انه جرت استعادة 9000 كيلومتر مربع. وفي واشنطن أعلن الرئيس الامريكي جو بايدن حزمة أسلحة جديدة بقيمة 600 مليون دولار لأوكرانيا تشمل أنظمة الصواريخ عالية الحركة هيمارس وذخيرة مدفعية. وأرسلت الولايات المتحدة حوالي 15.1 مليار دولار في صورة مساعدات أمنية الى كييف منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا. وتسببت الحرب وما أعقبها من فرض عقوبات على روسيا في ارتفاع أسعار الطاقة وخاصة في أوروبا التي تعتمد على النفط والغاز الروسيين. وأعلنت ألمانيا أمس أن الجهات التنظيمية وضعت يدها على الفرع الالماني لشركة النفط الروسية روسنفت بما في ذلك مصفاة عملاقة تزود العاصمة برلين بمعظم احتياجاتها من الوقود. وتعتمد مصفاة شفيت على النفط الذي يتم ضخه من روسيا عبر خط أنابيب «الصداقة» الى دول شرق أوروبا. ويقول مسؤولون ألمان انهم يتوقعون ألا تستقبل البلاد نفطا روسيا بعد الآن.
مشاركة :