أهداني الصديق عبدالجليل أسد نسخة من كتابه الوثائقي عن تاريخ الرياضة البحرينية بعنوان «خمسون عاما من العطاء» يغطي الفترة من عام 1969 إلى عام 2019، والحقيقة أن هذا الكتاب «الألبوم» يغطي مساحة واسعة من تاريخ الرياضة البحرينية المعاصرة بالكلمة والصورة، بما يجعل هذا الكتاب مرجعا حقيقيا ومفيدا لمن يريد دراسة تاريخ الرياضة في مملكة البحرين. والمتميز في هذا الكتاب إضافة إلى جمعه بين الكلمة والصورة أنه تتبع تاريخ الرياضة ومشوارها الطويل في خمسين سنة عبر المراحل المختلفة بدءا من عام 1969 واختار الكاتب أبرز الأحداث التي شهدتها مملكة البحرين ووثقها وأشاد بها بكل الفخر والاعتزاز. والأمر اللافت في هذا الكتاب أنه أعطى الرياضة المدرسية مساحة واسعة بدءا من بداية الستينيات، حيث غطى فيها حصص التربية الرياضية وتشكل الفرق الرياضية المدرسية في مختلف الرياضات مستعرضا الذكريات لعمل هذه الفرق الرياضية وخصوصا مع بداية السبعينيات، حيث كان التلميذ يعمل مع أساتذته ومعلميه في المدرسة سواء في ممارسة الرياضة أو التحكيم أو التنظيم وغير ذلك من الأنشطة، حيث أكد هذا الكتاب أن مدارس مملكة البحرين وخصوصا المدارس الحكومية كانت المولد الرئيسي للرياضة البحرينية بل كانت تمد الأندية والاتحادات بالمواهب الرياضية المختلفة سواء في كرة القدم أو الكرة الطائرة أو كرة السلة وغيرها من الرياضات الأخرى، وقد استعرض الأستاذ عبدالجليل أسد نماذج من الإنجازات والشهادات التي تحققت في هذه المرحلة. ومن اللافت أيضا في هذا الكتاب أن العديد من صوره تعد صورا نادرة جمعها الكاتب واحتفظ بها في ألبومه الخاص وهي تعد مرجعا مهما لتاريخ الرياضية البحرينية أحسن الكاتب حين جمعها في مثل هذا الكتاب الذي يجمع بين الصورة الرسمية والصورة الأهلية وصور الفرق والاتحادات الرياضية، إضافة إلى صور فردية للأبطال الرياضيين الذين تم تتويجهم في الداخل والخارج. على مستوى المضمون، فإن الكاتب جمع بين التاريخ وتتبع تطور الحياة الرياضية في البحرين، كذلك تحدث عن تجربته الشخصية في الثقافة والمسرح ومحطات الذكريات العديدة فيما يسميه الزمن الجميل وما سجلته من صور رحلات جماعية بين أبناء الوطن في مختلف المناسبات وعلى هامش الأحداث الرياضية الكبرى التي عاصرها، كما ركز الكاتب بعد ذلك على الدور الرياضي للبحرين التي كانت من أوائل الدول في المنطقة التي نظمت الحياة الرياضية ووضعت لها القوانين والتراخيص للأندية منذ نهاية الخمسينيات، حيث يعد هذا القطاع متطورا على الصعيد القانوني والإداري وعلى صعيد تنظيم الحياة الرياضية وتطورها والإشراف عليها، كما ركز الكاتب في ثنايا هذا الكتاب على مولد ونشوء عدد من الأندية الرياضية البحرينية العريقة وتطورها وإنجازاتها في مختلف الرياضات التي عاصرها الكاتب، كما غطى أيضا دور البحرينيين في التدريب والإشراف على مختلف الرياضات ودورهم كذلك في مجال التحكيم الرياضي، حيث تمكن العديد من البحرينيين من الوصول إلى الدرجات العليا في مجال التحكيم الدولي. وباعتبار أن الكاتب كان مربيا وأستاذا عاش قسما كبيرا من حياته بين التعليم والرياضة فإن كتابه قد غطى الرياضة المدرسية بشكل موسع مستعرضا ذكريات عديدة تتعلق بهذا الجانب ومعرفا بالعديد من الأساتذة الذين كان لهم أدوار كبيرة في الارتقاء بالرياضة المدرسية البحرينية عامة. إن هذا الكتاب إضافة إلى قيمته الوثائقية قد تضمن دروسا وتجارب عديدة إضافة إلى التجارب الخاصة للكاتب نفسه ومعايشته تطور الحياة الرياضية في مملكة البحرين، وقد كانت لتجربة الكاتب كمدرس للتربية الرياضية منذ عام 1974 حتى عام 2001 ورئاسته لقسم الاتحادات الرياضية في المؤسسة العامة للشباب والرياضة إضافة إلى أدواره الأخرى كمدير تنفيذي للجنة الأولمبية البحرينية ومستشار رياضي للجنة الأولمبية البحرينية وكمدير للشؤون الرياضية للجنة الأولمبية البحرينية كان لكل ذلك دور كبير في إثراء هذا الكتاب بالمعلومات والتجارب والخبرات التي منحت الكتاب هذه القيمة، فكل الشكر والتقدير للأستاذ عبدالجليل أسد على هذا الجهد لخدمة الرياضة في مملكة البحرين.
مشاركة :