طالب أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، وهي مؤسسة عمومية أنشأها المغرب للتعريف بأحكام الإسلام، بمواجهة علمية لتنظيم "داعش"، وبالعمل على تحرير المفاهيم والمصطلحات لرفع كل أنواع التضليل والتحريف التي قد تعتريها عبر استحضار المقاصد الكبرى، وذلك بما أن "داعش" يستخدم مصطلحات إسلامية في تبريره لعمليات القتل التي يقوم بها. وأشار عبادي في كلمته بمناسبة مؤتمر "صناعة التطرّف: قراءة في تدبير المواجهة الفكرية" الذي يعقد في الفترة ما بين الثالث والخامس من يناير 2015 بمكتبة الاسكندرية في مصر، إن الوقت قد حان لبناء دليل يتيح توضيح المقاصد الشرعية، معطيًا المثال بمقصد "حفظ الحياة"، الذي أضحى يستلزم في هذا العصر آليات جديدة منها توفير الخدمات الصحية وتوفير الأمن والسلامة للمواطنين. وأشار عبادي، الذي يعدّ من أشهر الشخصيات العلمية الإسلامية في المغرب، إلى أن "داعش" يعمد إلى تحريف الكثير من المصطلحات الإسلامية كـ"الجهاد والدولة الإسلامية والحاكمية والفرقة الناجية"، وبالتالي ضرورة تصنيف وتقديم هذه المفاهيم كما أراد الإسلام بعيدًا عمّا أسماها بـ"تأويلات الجاهلين". كما دعا عبادي إلى ضرورة إيجاد سبل للعمل التشاركي بين المؤسسات العلمية والجامعات والمراكز البحثية في العالم الإسلامي، متحدثًا عن أن العالم الإسلامي يزخر بطاقات علمية من شأنها وضع استرتيجيات تساهم في مواجهة دعوات الإرهاب والتطرف، مؤكدًا أن هذا الأخير أضحى صناعة لها هندستها التي تحتاج إلى عمل علمي قوي لمواجهتها. ويأتي تنظيم هذا المؤتمر، حسب خالد عزب، رئيس قطاع المشروعات والخدمات المركزية بمكتبة الإسكندرية، بهدف مواجهة ظاهرة الإرهاب التي "استفحلت كثيرًا في الوطن العربي والإسلامي لأسباب لا علاقة لها بالإسلام"، وذلك عبر بناء استراتيجية متكاملة مع عدد من الدول العربية، تمكّن من تكرار هذه المؤتمرات العلمية.
مشاركة :