تجول مجموعة من المتطوعين في قارب في نهر النيل بالقاهرة، مزودين بسترات النجاة والقفازات المطاطية وسلال التقاط المخلفات، لإزالة الزجاجات العائمة وغيرها من المخلفات البلاستيكية الأخرى من النهر، في حملة تنظيف توعوية بالتزامن مع اليوم العالمي للتنظيف. وانضم حوالي 60 متطوعا إلى حملة تنظيف النيل التي أطلقتها مبادرة "فري نايل"، وهي مبادرة بيئية مصرية تعني بإزالة المخلفات والنفايات البلاستيكية من النهر وزيادة الوعي بأهمية الحد من البلاستيك أحادي الاستخدام ومكافحة التلوث البلاستيكي. ويتم الاحتفال باليوم العالمي للتنظيف سنويا في ثالث سبت من شهر سبتمبر والذي يصادف السابع عشر من سبتمبر هذا العام. وقال محسن أحمد، وهو طالب فن معماري بإحدى الجامعات المصرية، "نحن نتعلم أهمية تنظيف النهر والحفاظ على البيئة وكذلك كيف يمكن إعادة تدوير المخلفات البلاستيكية وتحويلها إلى شيء مفيد"، مشيرا إلى أنه يتطوع مع "فري نايل" منذ حوالي ثلاث سنوات. وفي منطقة أخرى على ضفة النهر، قامت مبادرة "فري نايل" ببناء هرم من الزجاجات البلاستيكية بعد جمعها من النيل وضغطها في شكل قوالب كبيرة، حتى يوضحوا للناس من خلال الهرم الرمزي حجم مشكلة التلوث البلاستيكي. ويتكون الهرم من أكثر من 200 ألف زجاجة بلاستيكية ويبلغ ارتفاعه أكثر من خمسة أمتار ويزن أكثر من ستة أطنان، بحسب ما قال ألبون دي مينونفيل المؤسس المشارك والمدير الإداري لمبادرة "فري نايل". وقال دي مينونفيل لوكالة أنباء ((شينخوا))، "إن مبادرة فري نايل تهدف إلى معالجة التلوث البلاستيكي وإزالة المخلفات البلاستيكية من نهر النيل، والأهم من ذلك أيضا زيادة الوعي حول كيفية قيام كل شخص بخطوات بسيطة في حياته اليومية للحد من التأثير السلبي على البيئة". وعلى الرغم من أن دي مينونفيل مواطن فرنسي، إلا أنه قال إنه جاء إلى مصر منذ 12 عاما ووقع في حب البلاد ونيلها، لذلك شارك في تأسيس "فري نايل" مع ثلاثة آخرين وهم مصريان اثنان وفلسطيني - فرنسي. وتأتي حملة التنظيف قبل نحو شهرين من استضافة مصر للدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (كوب27) المقرر عقدها في نوفمبر من هذا العام في مدينة شرم الشيخ المطلة على البحر الأحمر. وأضاف دي مينونفيل، أنه "فيما يتعلق بالبيئة، فإن هذا العام خاص جدا لمصر"، وتابع "نحن نريد أن نظهر للعالم أنه عندما يكون لدينا مورد واحد عظيم مثل نهر النيل، فإننا في مصر نهتم به ونحاول القيام بأفضل ما لدينا للحفاظ عليه". بينما قالت آلاء الخطيب، إحدى المتطوعات، بعد مشاركتها في جمع الزجاجات البلاستيكية من النهر، إنها سعيدة جدا بأن تكون جزءا من هذه الحملة وأنها تعلم بناتها الحد من استخدام الأكياس البلاستيكية وفصل القمامة في المنزل إلى قابلة وغير قابلة لإعادة التدوير. وأردفت آلاء، التي تعمل في أحد البنوك الدولية في مصر، "أن مثل هذه الأنشطة تلقي مزيدا من الضوء على جهود مصر البيئية، حيث تعتقد معظم الدول الأجنبية أن مصر ليست متقدمة في هذا المجال، لذلك هذه الحملات تلقي الضوء علينا وتظهر مدى اهتمامنا بالاستدامة والمبادرات ذات الصلة". وترحب وزارة البيئة المصرية بحملات التنظيف التي تطلقها "فري نايل"، وأكدت الدكتورة منى كمال رئيسة جهاز شئون البيئة الأسبق بوزارة البيئة أن الوزارة تدعم مثل هذه المبادرات لأن الحكومة لا تستطيع العمل بمفردها في زيادة الوعي العام وتشجع المنظمات غير الحكومية على المساعدة. وأضافت الدكتورة منى كمال لـ ((شينخوا)) أن "الجمعيات الأهلية والشبابية مؤثرة جدا لأنها تعمل داخل مجتمعاتها وتطلق حملات توعية لجعل الناس يفهمون أضرار المخلفات البلاستيكية وأهمية إعادة تدويرها". وشددت على أن "نهر النيل هو شريان الحياة لمصر، ومن المهم جدا حمايته والحفاظ على جودة المياه فيه، وبالتالي فإن حملات تنظيف النيل التي يقومون بها مهمة جدا".
مشاركة :