قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية اليوم (السبت) إن إسرائيل تضرب كافة الاتفاقيات الموقعة معها بعرض الحائط ولا تحترم القانون والشرعية الدولية، داعيا إياها إلى وقف ممارساتها في الأراضي الفلسطينية. واعتبر اشتية في كلمة خلال افتتاح مهرجان العنب الفلسطيني التاسع بعنوان "الشهد في عنب الخليل"، في بلدة حلحول شمال المدينة "الاحتلال الذي يضرب كل الاتفاقيات بعرض الحائط ولا يحترم القانون والشرعية الدولية مجرم وإلى زوال". وأشار اشتية إلى أن الرئيس محمود عباس في طريقه للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ورسالته للعالم بضرورة وقف جميع إجراءات إسرائيل أحادية الجانب. وأضاف اشتية أن "الاستيطان والعدوان واجتياح المسجد الأقصى والاعتداءات الممنهجة والمبرمجة على أهل القدس وجنين ونابلس والخليل وغيرها من المدن يجب أن تتوقف جميعها". وأكد اشتية أن منظمة التحرير الفلسطينية التي تعتبرها الولايات المتحدة الأمريكية "منظمة إرهابية" عنوان وممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني في داخل الوطن وخارجه". وشدد على أن حكومته الداعم الأول للمزارع الفلسطيني لأن تعزيز صمود الشعب الفلسطيني والانفكاك عن الاحتلال الإسرائيلي وتعزيز عمقنا العربي هو الهدف حتى زوال الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية. وأشار اشتية إلى أن الشعب الفلسطيني يواجه الاحتلال الإسرائيلي والاستيطان بالزراعة، معربا عن أمله بوصول أطنان من العنب إلى غزة لخلق حالة من التكامل الاقتصادي مع الضفة الغربية. ويساهم العنب بنحو 12 % من إجمالي الإنتاج الزراعي في الأراضي الفلسطينية، حيث يحتل المرتبة الثانية بعد زراعة أشجار الزيتون من حيث كمية الإنتاج، بحسب إحصائيات رسمية. إلى ذلك، فرق الجيش الإسرائيلي اليوم، تظاهرة مناهضة للاستيطان ومصادرة الأراضي في منطقة "مسافر يطا" جنوب الخليل واعتقل 3 من المشاركين فيها، بحسب ما أفادت مصادر فلسطينية رسمية وشهود عيان. وقال نضال يونس رئيس مجلس قروي "مسافر يطا" إن قوات الجيش الإسرائيلي أطلقت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع صوب عشرات المتظاهرين بينهم نشطاء أجانب الذين خرجوا رفضا للاستيطان وممارسات المستوطنين في المنطقة. وأضاف يونس لـ ((شينخوا)) أن عددا من المتظاهرين أصيبوا بحالات اختناق وكدمات جراء "تفريق" قوات الجيش التظاهرة بالقوة وجرى تقديم العلاج لهم ميدانيا من بينهم رئيس هيئة مقاومة الجدار في منظمة التحرير الفلسطينية الوزير مؤيد شعبان. ورفع المشاركون في التظاهرة التي نظمتها لجان شعبية تعنى بمقاومة الجدار والاستيطان، الأعلام الفلسطينية ورددوا هتافات منددة بالسياسة الإسرائيلية بمصادرة الأراضي والبناء الاستيطاني. وقال مؤيد شعبان للصحفيين بعد تلقيه الإسعافات الأولية إن ما جري تظاهرة سلمية تضامنا مع سكان منطقة "مسافر يطا" تم الاعتداء عليها من قبل الجنود الإسرائيليين وتفريقها بالقوة واعتقال 3 من المشاركين فيها. وأكد أن أرض "مسافر يطا" هي فلسطينية وسيبقى سكانها فيها ولن يغادروها مهما كانت الإجراءات والممارسات الإسرائيلية بحقهم بشكل يومي من أجل تهجيرهم والسيطرة على أراضيهم. وقضت المحكمة العليا الإسرائيلية في مايو الماضي بالموافقة على توصية الجيش بنقل 8 قرى في "مسافر يطا" قسرا، معللة ذلك بأن سكانها "فشلوا في إثبات" مطالبتهم بأنهم كانوا مقيمين دائمين هناك قبل إعلانها منطقة تدريب عسكرية لصالح الجيش. ويقول سكان "مسافر يطا" إن السلطات الإسرائيلية تريد "إخلاء وإغلاق المنطقة بشكل كامل وتحويلها إلى مناطق تدريبات عسكرية تحت مسمى ميدان الرماية 918، غير مكترثة بالتهجير القسرى للسكان". وتقدر مساحة القرى المهددة بالإخلاء بنحو 30 ألف دونم (الدونم 1000 متر مربع) ويقطنها أكثر من ألفي شخص بينهم نساء وأطفال. وصنفت إسرائيل ما يقارب 38 تجمعا سكانيا يقطنها أكثر من 5000 فلسطيني كمناطق "إطلاق نار" وهي تشكل 18 % من مساحة الضفة الغربية، بحسب مكتب تنسيق الأمم المتحدة في فلسطين.
مشاركة :