كل يوم تقريبًا تظهر لنا آثار ضارة وقاتلة للتدخين، على المدخنين، ومَن يخالطوهم.. لكن الجديد هو تأثير التدخين الضار على الأجيال التي لم تولد بعد! وتفصيلاً، تقدِّم نتائج دراسة، نُشرت في المجلة الأوروبية للجهاز التنفسي، دليلاً على وجود “تأثير عبر الأجيال”؛ إذ يمكن للتدخين أن يضر بصحة الأشخاص الذين يولدون بعد جيلين، وفقًا لـ”روسيا اليوم”. وقال الدكتور دينه بوي، مؤلف مشارك في الدراسة: “تُظهر نتائجنا كيف يمكن أن يكون للضرر الناجم عن التدخين تأثير، ليس فقط على المدخنين، ولكن أيضًا على أطفالهم وأحفادهم”. وأضاف بوي: “بالنظر إلى استنتاجاتهم، يجب على الرجال محاولة تجنُّب التدخين إذا كان ذلك ممكنًا لتقليل مخاطر التأثير على صحة أبنائهم أو نسلهم”. وقال بوي: “إن التغيرات اللاجينية الناتجة من التدخين (تعديلات في الجينات التي لا يتغير فيها تسلسل الحمض النووي لشخص ما) كانت السبب الأكثر ترجيحًا لزيادة خطر الإصابة بالربو لدى الأطفال الذين استنشق آباؤهم الدخان السلبي في شبابهم”. ويمكن أن تحدث التغيرات اللاجينية بسبب التعرُّض البيئي مثل التدخين، وقد تكون موروثة للأجيال القادمة. على وجه التحديد عندما يتعرَّض الصبي لدخان التبغ فقد يتسبب ذلك في حدوث تغيرات جينية في الخلايا الجرثومية. وهذه هي الخلايا التي تستمر في إنتاج الحيوانات المنوية. وتابع بوي: “في وقت لاحق سيرث الأطفال هذه التغييرات، التي بدورها يمكن أن تضر بصحتهم، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بالربو. وتستمر الخلايا الجرثومية لدى الأولاد في النمو حتى سن البلوغ. وهذه فترة حساسة؛ إذ يمكن أن يؤثر التعرض لدخان التبغ على الخلايا، ويسبب تغيرات جينية”. وقال جون فوستر، مدير السياسة الصحية في Asthma + Lung UK: “هذا البحث صادم حقًّا؛ إذ يُظهر أن الآثار السلبية للتدخين يمكن أن تستمر لأجيال. إن حقيقة أن الأطفال الذين يولدون اليوم معرضون بنسبة 59٪ لخطر الإصابة بالربو إذا تعرَّض آباؤهم للتدخين السلبي عندما كانوا أطفالاً تُظهر التأثير الهائل للتدخين على صحة الآخرين”. ووجدت الدراسة أن الأطفال الذين يتعرَّض آباؤهم للتدخين السلبي أكثر عرضة للإصابة بالربو مع مرور الزمن، والذين يقوم آباؤهم بالتدخين أكثر عرضة للإصابة بأمراض الرئة الشائعة. وقال جياتشنغ ليو من جامعة ملبورن، أحد المؤلفين المشاركين: “وجدنا أن خطر الإصابة بالربو غير التحسسي عند الأطفال يزداد بنسبة 59٪ إذا تعرَّض آباؤهم للتدخين السلبي في مرحلة الطفولة مقارنة بالأطفال الذين لم يتعرَّض آباؤهم للتدخين”. وأضاف: “كان الخطر أعلى بنسبة 72٪ إذا تعرَّض الآباء للتدخين السلبي ومارسوا التدخين بأنفسهم”. وتستند النتائج إلى تحليل الباحثين للبيانات التفصيلية حول صحة 1689 زوجًا من الآباء وذرياتهم التي تم جمعها كجزء من دراسة الصحة طولية الأمد في تسمانيا بأستراليا. وتقول الورقة البحثية: “تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أنه عندما يتعرَّض الأولاد بشكل سلبي لدخان تبغ آبائهم قبل سن 15 عامًا فإن خطر إصابتهم بالربو غير التحسسي يزداد، ولكن ليس الربو التحسسي”. وقال البروفيسور جوناثان جريج، رئيس لجنة مكافحة التبغ التابعة للجمعية الأوروبية للجهاز التنفسي: “هذه الدراسة أضافت دليلاً على مخاطر التدخين بين الأجيال. إن الأطفال بحاجة إلى المزيد من الحماية من الضرر من قِبل الوزراء الذين ينبغي عليهم اتخاذ إجراءات صارمة أخرى للحد من التدخين”. ودعا إلى “زيادة خدمات الإقلاع عن التدخين، وعرض المساعدة على الإقلاع عن التدخين”.
مشاركة :