اهتمت الشركات والهيئات المختلفة بتوفير خدمة السياحة الافتراضية، خاصة في ظل تفشي فيروس كورونا. وتوفر هيئة السياحة في مدريد فرصة للسياح لتجربة معايشة افتراضية من أجل التعرف على العاصمة الإسبانية قبل الزيارة الفعلية، وعادة ما يتم حجز جولة لمدة 30 دقيقة عبر موقع الويب، وبعد ذلك يتم إجراء مكالمة فيديو عن طريق تطبيق زووم Zoom. وتقوم المرشدة السياحية بالتجول مع السائح عبر شوارع مدريد، وتتوقف عند المواقع الأثرية والمزارات السياحية الشهيرة، وكذلك الأماكن، التي يسأل عنها السائح، وخلال الجولة يشاهد السائح صور 360 درجة مثل صور القصر الملكي، التي يمكن تكبيرها بدرجة كبيرة. وقالت وكالة الأنباء الألمانية إن سياحة الواقع الافتراضي تحتاج إلى بيئة ثلاثية الأبعاد، يتم إنشاؤها بالحاسوب، وتُشاهد بواسطة نظارات الواقع الافتراضي. ويصبح بالإمكان من خلال تلك التقنية تسلق قمة جبل إيفرست، أو زيارة متحف في مدينة نيويورك، أو الغوص عبر الشعاب المرجانية في المحيطات، أثناء جلوس الشخص على الأريكة بغرفة المعيشة. وتوفر مدينة إيسن الألمانية جولة سياحية في المدينة بتقنية الواقع المختلط Mixed Reality، وتُعرف الجولة باسم "Essen 1887". ومن خلالها يتجول السياح في المدينة، التي تقع في منطقة الرور بواسطة النظام العالمي لتحديد المواقع GPS مع ارتداء نظارة خاصة. وقدم أرمين بريش، الباحث بجامعة كيمبتن للعلوم التطبيقية، وتريستان هوركس، الذي يدرس الاتجاهات الجديدة في معهد المستقبل بفرانكفورت،. أفكارهما بشأن مستقبل السفر، من خلال تقنية الواقع الافتراضي. يقول بريش إنه كلما تغلغل الشخص المسافر في أجواء العالم الذي تم إدخاله فيه، كانت التجربة المصطنعة أكثر واقعية، ويطلق الخبراء على ذلك اسم «الانغماس»، وهو يتطلب توفير صور ذات دقة عالية جداً، وسرد مثير. لكن هذا ليس معناه أن السياح الذين شاهدوا الوجهة السياحية بشكل افتراضي قد تخلوا عن فكرة زيارتها بشكل فعلي. ويمكن للسياحة الافتراضية أن تخلق تجربة ومعايشة بديلة بالنسبة لبعض المجموعات المستهدفة، مثل الأشخاص، الذين لا يستطيعون السفر بسبب الإعاقات الجسدية، أو أن تكون الرحلة السياحية باهظة التكلفة، أو مجهدة للغاية، أو ضارة بالبيئة والمناخ.
مشاركة :