جماهير آرسنال «المنتشية» تثق في قدرة أرتيتا على إعادة الفريق لمنصات التتويج

  • 9/20/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في وقت تعيش فيه جماهير آرسنال لحظات سعادة غامرة وهي ترى فريقها يعتلي قمة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد 7 مراحل من البداية، دوّن اليافع إيثان نوانيري اسمه في سجلات الكرة المستديرة، بعدما بات في سن الـ15 عاماً و181 يوماً كأصغر لاعب يشارك في مباراة بتاريخ «البريميرليغ». ويبدو أن جماهير آرسنال باتت على ثقة في قدرة مدربها الإسباني ميكل أرتيتا على إنهاء السنوات العجاف وإعادة الفريق لمنصات التتويج مجددا بعد الانتصار بجدارة على الجار برنتفورد 3 - 1 الأحد. وكان أرتيتا قد أثار دهشة الجماهير عندما قرر الدفع بالناشئ إيثن نوانيري (15 عاما) في الدقائق الأخيرة من اللقاء، وأكد المدرب الإسباني أن قراره كان «غريزيا» ليظهر التزام النادي بتطوير المواهب الواعدة. وقال أرتيتا، الذي حقق 6 انتصارات وخسر مباراة وحيدة ليجمع آرسنال 18 نقطة وضعته في الصدارة متقدماً بفارق نقطة واحدة على كل من مانشستر سيتي وتوتنهام: «كان شعورا غريزيا طبيعيا، أعتقد أن (نوانيري) استحق ذلك، إنها رسالة قوية عن هوية النادي أيضا. كل القرارات التي أتخذها من أجل النادي وليست لمصلحتي الشخصية أو من أجل اللاعب، حدث هذا لأننا نؤمن بأنه موهوب، وينبغي أن يتطور بشكل مذهل خلال عامين أو ثلاثة أعوام». وصب غياب قائد آرسنال وصانع ألعابه النرويجي مارتن أوديغارد والوافد الجديد من مانشستر سيتي الظهير الأيسر الأوكراني ألكسندر زينشنكو للإصابة، وضمان الفوز بثلاثية من الفرنسي ويليام صليبا والبرازيلي غابريال خيسوس والبرتغالي فابيو فييرا، في مصلحة استعانة المدرب أرتيتا بالمراهق الصغير بسبب قلة الخيارات أمامه، غداة تسجيل اسمه في تشكيلة المحترفين للمرة الأولى. وفي الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع حل نوانيري بدلاً من فييرا، مسجل الهدف الثالث لآرسنال، ليحطم الطالب في المدرسة الرقم القياسي السابق الذي كان بحوزة هارفي إليوت، لاعب ليفربول الحالي، عندما شارك بقميص فولهام في سن الـ16 عاماً و30 يوماً عام 2019. كما كسر نوانيري الرقم القياسي لأصغر لاعب يدافع عن ألوان آرسنال والذي كان يحمله الإسباني سيسك فابريغاس. وفي اللمسات القليلة للكرة، أظهر نوانيري قدرته على مواكبة الهجمات، من دون أن يشعر بالخوف من ثقل المهمة الملقاة على كاهله برغم صغر سنه، واندمج سريعاً مع زملائه في الملعب من دون أن يختبئ. وأظهر ابن الـ15 عاماً شخصية مميزة، حيث من المرجح أن يستعين به آرسنال مجدداً في حملة تاريخية للفوز بلقب الدوري الهارب منه منذ عام 2004، تاريخ تتويجه الأخير من أصل 13 لقباً. ورحبت جماهير النادي اللندني بلاعبها الفتي، فهتفت من المدرجات قائلة: «سيذهب إلى المدرسة في الصباح». وبعدما توقع الجميع أن يخوض الموسم الحالي مع فريق ما دون 18 عاماً الذي التحق به في سن الـ14، قفز نوانيري الذي لا يملك حتى الآن ملف تعريف على صفحة الفريق الأولى على الموقع الرسمي للنادي، الدرجات فتم ترفيعه إلى فريق تحت 21 عاماً بفضل أدائه الرائع، علما بأنه سجل الشهر الماضي هدفاً لمنتخب إنجلترا دون 17 عاماً بعد دخوله إلى أرض الملعب من على مقاعد البدلاء. ولم يكن نوانيري الذي ولد عام 2007 قد أبصر النور عندما انتقل آرسنال إلى ملعبه الجديد استاد الإمارات قبل 16 عاماً. وبقية القصة يرويها أرتيتا بنفسه، فيقول: «تمكنت من مقابلة الفتى وقد أحببت ما رأيته منه. لقد تدرب معنا عدة مرات وكان لدي شعور في اليوم السابق للقاء برنتفورد بأنه إذا أتيحت الفرصة سأدفع به. إنه يستحق (المشاركة)». وتابع: «أعتقد أن هذا يبعث برسالة قوية حول من نحن كنادٍ. أخبرته أنه سيكون معنا ويجب أن يكون جاهزاً. هو بالفعل جاهز. عندما شارك، قلت... تهانينا واستمتع». وبدوره، غرد قائد وهداف المنتخب الإنجليزي السابق غاري لينكر قائلاً: «إيثان نوانيري البالغ 15 عاماً دخل إلى الملعب لصالح آرسنال. لحسن الحظ، أن المباراة تُقام في وقت مبكر حتى يتمكن من إنجاز واجباته المدرسية بعد المباراة». وفي أسبوع الأرقام القياسية، بات الطالب كريستوفر أثرتون من آيرلندا الشمالية أصغر لاعب بريطاني يخوض مباراة وذلك عندما شارك في سن الـ13 عاماً و329 يوماً مع فريقه غلينافون. لكن ليس نوانيري وحده هو ما يدهش جماهير آرسنال ومتابعي الكرة الإنجليزية، بل المستوى الذي يقدمه الفريق هذا الموسم بقيادة أرتيتا. وحقق آرسنال الفوز في أول خمس مباريات في الدوري هذا الموسم. ثم كانت الخسارة أمام مانشستر يونايتد على ملعب «أولد ترافورد» بمثابة انهيار مفاجئ، حيث عانى الفريق من مشاكل واضحة في خط الدفاع، وأهدر المهاجمون العديد من الفرصة المحققة أمام المرمى، وبالتالي كانت العودة السريعة لسكة الانتصارات واستعادة الصدارة بمثابة انتعاشة للآمال في إمكانية استعادة ذكريات التتويج بالبطولات. في ملعب برنتفورد احتفلت جماهير آرسنال ومزجت الأغاني القديمة بالجديدة وكانت في قمة سعادتها وهي تشاهد فريقها يستعيد الصدارة. ورغم أن التهديد الذي يمثله مانشستر سيتي، بقيادة نجمه النرويجي إيرلينغ هالاند، يتزايد أسبوعا بعد أسبوع، فإن آرسنال يستمتع بالحياة في القمة قدر المستطاع، وهناك ثقة في أرتيتا بإمكانية إحداث الفارق. الواضح أن العلاقة بين جمهور آرسنال ولاعبي الفريق قد أصبحت أقوى كثيرا مما كانت عليه لعدة سنوات، وقبل ذلك الإيمان بقدرة المدرب. لقد كان برنتفورد هو الفريق الذي هزم آرسنال في الجولة الافتتاحية الموسم الماضي بهدفين دون رد، في ضربة قاسية نالت من الفريق، رغم استغلال تداعيات تفشي فيروس «كورونا» آنذاك كذريعة للتخفيف من آثار هذه الخسارة. لكن الفوز هذا الموسم على نفس الفريق على ملعبه وبهذه السهولة يشير بما لا يدع مجالا للشك إلى أن آرسنال يحرز الكثير من التقدم. وبعد مرور ما يقرب من ثلاث سنوات على توليه قيادة آرسنال، لم يعد أرتيتا مديرا فنيا مبتدئا، خاصة أنه اكتسب خبرات كبيرة من خلال العمل تحت قيادة المدير الفني المخضرم أرسين فينغر، وإلى جانب المدير الفني الإسباني المميز جوسيب غوارديولا، وبالتالي هناك أمل في أن يصبح أرتيتا مزيجا من هذين المديرين الفنيين، رغم أنه يعمل في نادٍ أقل ثراءً بكثير من منافسيه. وإذا كان صافي إنفاق آرسنال خلال فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة والبالغ 79 مليون جنيه إسترليني يبدو ضئيلا، فإنه لا يزال يتضاءل بشكل أكبر أمام الـ200 مليون جنيه إسترليني التي أنفقها نادي تشيلسي بقيادة مالكه الجديد تود بوهلي رغم أن الفريق كان مدججا بالنجوم من الأساس، بالإضافة إلى تعاقد مانشستر يونايتد برقم قد يكون مماثلا مع عدد من لاعبي أياكس أمستردام، والمدير الفني للنادي الهولندي نفسه إريك تن هاغ. وبالتالي، فإن السؤال المطروح الآن هو: هل يستطيع آرسنال منافسة مانشستر سيتي على اللقب؟ وذلك في ظل تعاقد تشيلسي مع مدير فني جديد، وهو غراهام بوتر، ووجود مانشستر يونايتد وسط عملية إعادة بناء منذ فترة طويلة، وتعثر ليفربول بعدما كان قريبا للغاية من تحقيق إنجاز استثنائي الموسم الماضي من خلال الفوز بالرباعية التاريخية، فربما قد حان الوقت لشمال لندن من خلال توتنهام وآرسنال للمنافسة بقوة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز.

مشاركة :