بغداد - د. حميد عبدالله: اعترف مسؤولون إيرانيون بتصفية ضابط طيار عراقي سقطت طائرته في الأراضي الإيرانية في تموز يوليو من عام 1982. ويأتي اعتراف الإيرانيين بتصفية الطيار العراقي على خلفية مقطع فيديو للطيار في إحدى المستشفيات الإيرانية تسرب من الداخل الإيراني ونشرته وسائل التواصل الاجتماعي في العراق بنحو واسع. وتقول عائلته إن النقيب الطيار سلام عباس العامري أقلع من قاعدة الإمام علي الجوية في الناصرية يوم 17 تموز من عام 1982 وأسقطت طائرته من طراز ميغ 23 في اليوم نفسه الساعة العاشرة والنصف صباحا وأعلنت الإذاعة الإيرانية عن ذلك. ويضيف شقيق الطيار السيد عبدالحسين عباس العامري أن عائلته راجعت الجهات الإيرانية والصليب الدولي في طهران، ووسطت رجال دين على صلة وثيقة بالسلطات الإيرانية إلا أنها لم تحصل على جواب واضح حول مصير ابنها. وبعد أيام على انتشار الفيديو قام منتسب في أحد الأجهزة الأمنية العراقية الذي يعمل في عاصمة أوروبية بالاتصال بالجانب الإيراني لمعرفة مصير الطيار. ويقول ياسر هادي وهو منتسب لأحد الأجهزة الأمنية العراقية إن مسؤولا كبيرا في الاطلاعات الإيرانية أخبره أن الطيار العراقي مات أثناء التحقيق عام 1982 أي بعد أيام على وقوعه في الأسر، وقد تم التعتيم على مصيره لأربعين عاما. وقدم منتسب الأمن شكوى إلى محكمة لاهاي وإلى الصليب الدولي في هولندا ضد وزارة الدفاع الإيرانية للكشف عن الملابسات الدقيقة والتفصيلية لوفاة الطيار العراقي وأسباب السكوت على مقتله طيلة العقود الأربعة الماضية. وتقول منظمات حقوق الإنسان في العراق إن آلافا من الأسرى العراقيين مازال مصيرهم مجهولا حتى الآن رغم مضي عشرات السنين على وقوعهم في الأسر خلال حرب الثماني سنوات التي دارت رحاها بين العراق وإيران في ثمانينيات القرن الماضي. وبإقرار إيران بتصفية الطيار العراقي سلام العامري فإن ملف الأسرى العراقيين المغيبين سيفتح من جديد للتوصل إلى مصير المفقودين منهم، فيما تدعي السلطات الإيرانية أنها لم تعد تحتجز أي أسير عراقي لديها منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، حيث تمت صفقة التبادل الشامل للأسرى بين البلدين.
مشاركة :