السياسة الإيرانية.. من التدخلات السافرة إلى إرهاب السفارات

  • 1/5/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

استمرارا في سياستها التي لا تخدم الاستقرار بالمنطقة، لازالت طهران تبذل أموالها في دعم أذرعها المتمثلة بميليشيات الحشد الشعبي داخل العراق، وحزب الله في لبنان، ودعمها الكامل للنظام السوري كما صرح بذلك الأسد في لقائه مع القنوات الروسية، حين قال إن الدعم الإيراني كان أساسياً من أجل مساعدة سورية لصمودها في الحرب. إضافة إلى دعم إيران للميليشيات الحوثية في اليمن. ورغم الحصار الاقتصادي على إيران إلا أنها لم تكف عن العبث بأمن المنطقة وتقديم الدعم للميليشيات التابعة لها مما حداها لأن ترضخ مؤخرا عبر الاتفاق النووي للإدارة الأميركية والمجتمع الدولي، في محاولة لإنعاش اقتصادها تحت ضغط الداخل الإيراني وضغط أذرعها في سوريا والعراق ولبنان واليمن الذين تأثروا بالحصار، ذلك ما قاد حزب الله إلى حث خلاياه على البحث عن مصادر مالية جديدة غير مشروعة لتمويل عملياته وسد العجز الذي خلفه قرار إيران تخفيض دعمها المالي للحزب، وفق ما ذكرته تقارير إعلامية وصحفية. وتأكيداً على التدخل في شؤون المنطقة، فقد وقفت ميليشيات عراقية تابعة لإيران لمنع تمرير الموافقة على إقرار الحرس الوطني في مجلس البرلمان العراقي والذي يهدف إلى تشكيل قوات للحرس من أبناء المحافظات العراقية لدحر تنظيم "داعش" الإرهابي الذي يسيطر على مناطقهم، بحجة أن القانون قد يعيد حزب البعث المنحل، وهو ما يؤكد أيضا أن طهران باتت المسيطرة على جميع الأصعدة في العراق بحجة محاربة التنظيم الإرهابي. فيما لا يزال النظام الإيراني مستمرا في تقديم الدعم الحربي لقوى الانقلابيين على الشرعية اليمنية من خلال الخبراء العسكريين الذين يتواجدون في جميع غرف العمليات ويُديرون المعارك وهم الذين يُدربون العناصر الحوثية كما أكد مستشار الرئيس اليمني ياسين مكاوي في تصريح سابقا له. تدخل إيران الإرهابي في دول منطقة الخليج لم تتوانى دولة الملالي في دعم إرهابييها داخل دول الخليج لتعبث أياديها الشيطانية بدول المنطقة، حيث أعلنت الداخلية الكويتية في شهر أغسطس الماضي عن ضبط كميات من الأسلحة داخل إحدى حاويات النفايات كانت لخلية إرهابية مرتبطة بحزب الله اللبناني في الكويت. رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الكويتي حامد الهرشاني صرح بأن إيران هي العدو الحقيقي لدول الخليج العربية، وأنها تسعى إلى إشاعة الفوضى وتقويض أنظمة الحكم التي ارتضتها الشعوب. كما قامت طهران بسبعة عشر عملية إرهابية داخل الكويت منذ ثورتها القرن الماضي، تضمنت استهداف سفارتي أميركا. إضافة إلى ذلك لم تتوقف طهران عن سعيها في إثارة القلاقل داخل مملكة البحرين، حيث سعت إيران إلى إسقاط الحكم في البحرين إضافة إلى تأجيج الفتنة بين طوائفها، وتحويل المنامة إلى قنبلة موقوتة بتهريب المتفجرات لها، كما قال وزير خارجيتها في أحد تصريحاته بأن حجم المتفجرات المهربة للبحرين عبر زوارق بحرية قادمة من إيران، والتي قبض عليها في يوليو الماضي كانت كافية لإزالة مدينة المنامة من الوجود. وما حصل من طهران خلال الأيام الماضية هو خير دليل على سياستها الساعية لدعم الإرهاب، وتدخلها السافر في سيادة دول المنطقة عامة والمملكة خاصة بتصريحاتها وتدخلاتها السافرة وهجماتها الإرهابية المنظمة على سفارات الدول في أراضيها، حيث تعرضت السفارة السعودية لأعمال اقتحام وإحراق ونهب للوثائق والممتلكات كما تعرضت البعثة السعودية للمضايقات والتسبب في تأخير موعد عودتهم من إيران لعدة ساعات فيما لم تكلف نفسها حماية سفارة وقنصلية المملكة العربية السعودية في طهران ومشهد بعد عدة طلبات من قبل وزارة الخارجية السعودية بتوفير الحماية اللازمة لها. فيما تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها بعثة المملكة في طهران ومشهد مثل هذه الاعتداءات، بل سبقتها اعتداءات مماثلة خلال السنين الماضية، تحت مرأى ومسمع من الحكومة الإيرانية، دون اتخاذ أية تدابير للحفاظ على أمن وسلامة بعثة المملكة ومنسوبيها، أو تقديم الجناة للعدالة كما حصل عام 1987 حين تعرضت السفارة السعودية للهجوم واستهداف 275 دبلوماسيا فيها. مما دعا المملكة إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، وطلبها مغادرة جميع أفراد البعثة الدبلوماسية الإيرانية (السفارة - القنصلية - المكاتب التابعة لهما) للسعودية. كما قررت مملكة البحرين قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران وطلبت من جميع أعضاء بعثتها مغادرة أراضيها، وإغلاق بعثتها الدبلوماسية لدى دولة الملالي وسحب جميع أعضاء البعثة، فيما قررت الإمارات العربية المتحدثة تخفيض التمثيل الدبلوماسي مع إيران إلى قائم بالأعمال.

مشاركة :