وقعت اشتباكات عنيفة الثلاثاء في مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة قتل فيها أحد المارة، خلال عملية لقوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية لاعتقال عنصرين من حركة حماس، وفق ما ذكرت مصادر متطابقة. وبدأت الاشتباكات في وقت متأخر من مساء الإثنين وتواصلت حتى صباح الثلاثاء. وألقى مئات الشبان الحجارة على مركبات مدرعة تابعة للأمن الفلسطيني، فيما سمع دوي إطلاق نار وسط المدينة، على ما أكد مراسلو وكالة فرانس برس. ودانت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة في بيان اعتقال "المطاردين مصعب اشتية وعميد طبيلة"، واصفة العملية بأنها "وصمة عار جديدة على جبين السلطة وسجل تنسيقها الأمني الأسود". وشبّه الناطق باسم الحركة فوزي برهوم عملية الاعتقال بأنها "خطف"، مؤكدا على أنها "جريمة وطنية"، معتبرا أن السلطة الفلسطينية "وضعت نفسها وكيلا حصريا للاحتلال في مواجهة شعبنا الفلسطيني". وطالبت الحركة في بيانها "بضرورة الإفراج الفوري عنهما وكل المقاومين والمعتقلين السياسيين". وذكرت مصادر متطابقة أن المعتقلين عضوان في حركة حماس. وقتل خلال تبادل إطلاق النار فراس يعيش (53 عاما) "بعد إصابته في أحداث نابلس الأخيرة"، وفق ما ذكرت إحدى قريباته على حسابها على "فيسبوك". وأكد الناطق باسم المؤسسة الأمنية الفلسطينية طلال دويكات، على ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا)، أن يعيش قضى في "مكان لم يتواجد فيه أي من عناصر الأمن"، مشيرا الى أن "إصابته لم تحدد طبيعتها بعد ونحن في انتظار التقرير الطبي". وقال "قرار التحفظ على المواطنين مصعب اشتية وعميد طبيلة جاء لأسباب ودواع موجودة لدى المؤسسة الأمنية سيتم الإفصاح عنها لاحقاً". وأشار دويكات الى "أن المذكورين لم ولن يتعرضا لأي مساس بهما وسُمح لمؤسسات حقوق الإنسان بزيارتهما فوراً". ودانت حركة الجهاد في بيان عملية الاعتقال "بشدة". ومن غير الشائع تنفيذ السلطة الفلسطينية مثل هذه العمليات في الضفة الغربية المحتلة من إسرائيل منذ العام 1967. وحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة حماس في حالة انقسام منذ أن استولت الحركة على السلطة في القطاع في العام 2007 بعد اشتباكات دامية بين أنصار الطرفين. وتشهد الضفة الغربية منذ أشهر أعمال عنف شبه يومية وعمليات عسكرية تنفذها إسرائيل لا سيما في مدينة جنين بهدف اعتقال فلسطينيين تقول إنهم "إرهابيون"، وتتخللها مواجهات مع فلسطينيين. وقد قُتل فيها عشرات الفلسطينيين. وتكثفت العمليات بعد هجمات نفذها فلسطينيون ضد إسرائيليين اعتبارا من شهر آذار/مارس. وقتل ضابط من القوات الإسرائيلية الخاصة وفلسطينيان خلال عملية في الضفة الغربية الأسبوع الماضي. وتبنت "كتائب شهداء الأقصى" عملية مقتل الضابط. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد بعدها "لن نتردد في العمل في المكان الذي لا تحافظ السلطة الفلسطينية فيه على النظام". وتحض إسرائيل السلطة الفلسطينية على اتخاذ إجراءات مشددة ضد نشطاء في الضفة الغربية.
مشاركة :