سلط تقرير فرنسي الضوء على ماسة ثمينة تزين التاج الملكي البريطاني منذ العام 1853، مشيرا إلى أن دولا عدة تتنازع لاستعادتها. وقال التقرير الذي نشرته صحيفة ”لوفيغارو“ الفرنسية إن الهند تحلم باستعادة هذه الماسة الثمينة التي تسمى ”كوه نور“ من المملكة المتحدة. وأضافت الصحيفة أنه ”تنازعها في هذه الرغبة باكستان وإيران وحتى حركة ”طالبان“ الحاكمة في أفغانستان، بالنظر للقيمة التاريخية والمالية الكبيرة لهذه الماسة“. ولفتت إلى أنه مع إعلان وفاة الملكة البريطانية إليزابيث الثانية، سارع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي للتغريد على ”تويتر“ مشيدا بـ“اللقاءات التي لا تنسى مع الملكة الراحلة ودفئها ولطفها“. لكن مودي الذي يعد أحد أكثر السياسيين متابعة على الشبكات الاجتماعية بنحو 82 مليون مشترك، أثار ردود فعل غاضبة. وكتب كثير من متابعيه أن الملكة ”لم تعد لنا كوه نور“، وأصر آخرون على القول: ”أعيدوا لنا كوه نور“. وأطلق رجل أعمال هندي التماسًا عبر الإنترنت لاستعادة هذه الماسة من عيار 105 قيراط وتزين التاج الملكي منذ 1853. وقال تقرير ”لوفيغارو“ إن بعض وسائل الإعلام الهندية تقوم بإعداد قائمة بالأشياء التي سرقها البريطانيون أثناء الاستعمار. وأضاف أن ”قصة هذه الماسة تعود للقرن التاسع عشر حين وقعت بيد رانجيت سينغ الذي سيطر على الحكم شمال الهند وشرق باكستان اليوم“. وتابع: ”عندما توفي سينغ في 1839 كان ابنه دوليب مجرد طفل، ومزق الصراع على خلافته المملكة، ليستفيد البريطانيون المسيطرون على الهند الشرقية من هذا الخلاف“. وأكدت الصحيفة الفرنسية أن ”البريطانيين أطلقوا جيشهم من المرتزقة الأوروبيين والهنود على مملكة السيخ التي استولت عليها في 1849 بعد ست سنوات من اعتلاء دوليب سينغ العرش وكان عمره عشر سنوات فقط“. وأردفت: ”تم تدمير جيشه وألقيت والدته في السجن وفرض عليه الإنجليز وثيقة معاهدة لاهور التي أجبر على التوقيع عليها والتنازل عن جميع ممتلكاته“. وتنص المادة الثالثة من المعاهدة على أنّ ”الماس المسمى كوه نور يجب تركه لملكة إنجلترا“، وفق ”لوفيغارو“. وأشارت إلى أنه ”مثل الرومان الذين عرضوا غنائم حربهم في شوارع روما، تستخدم الماسة ”كوه نور“ لعرض القوة الإمبراطورية، وتم تقديمها بمعرض كبير في لندن 1851″. وأوضح التقرير أن ”المعرض مثل أيضًا تجسيما لسيطرة الملكية البريطانية لأن الماس يمثل سيادة رانجيت سينغ الذي ارتداه على ذراعه“. وكتب ويليام دالريمبل وأنيتا أناند أن هذا الحجر ”كان رمزًا للسيطرة الإمبراطورية الإنجليزية وقدرتها على الاستيلاء على أغلى الأشياء في جميع أنحاء العالم“، ولا يزال أصل ”كوه نور“ غامضًا، وتقول الأسطورة، التي انتشرت بين تجار الأحجار الكريمة في دلهي بالقرن التاسع عشر، إنها استُخرجت من منجم في ولاية أندرا براديش جنوب الهند خلال العصور القديمة. ثم يُزعم أنها سُرقت من معبد قبل أن يقع في أيدي عدد كبير من الحكام الهنود وأمراء الحرب في آسيا الوسطى. وتؤكد دائرة المعارف البريطانية أن ”بابور الذي كان ملكا على أوزبكستان الحالية ومؤسس سلالة المغول في الهند، كان قد حصل على ”كوه نور“ بعد معركة بانيبات في 1526 حيث غزا شمال الهند بين 1525 و1527 بحثًا عن الثروات لدفع رواتب قواته. ويقول عالم الأنثروبولوجيا مارك جابوريو إن ”نجل بابور، همايون، هو الذي استعاد الماسة في 1526“. وبعد قرن من الزمان لم تعد الماسة مجرد رمز للثروة، فقد أصبحت شعارًا للشرعية للإمبراطور شاه جهان، الذي امتد حكمه من 1628 إلى 1658. ونقلت الصحيفة الفرنسية عن المؤرخ الإيراني محمد قاسم مارفي، المعاصر لذلك الوقت، أن ”كوه نور زين عرش الطاووس لشاه جيهان المزين بحجارة كريمة تشبه حجارة سليمان“. وتُعدّ الماسة الأكبر في العالم وقد تداول على ملكيتها حكام هندوس ومغول وإيرانيون وأفغان وسيخ وبريطانيون، حتى استحوذت عليها شركة الهند الشرقية وأصبحت جزءا من جواهر التاج البريطاني.
مشاركة :