برلين – قالت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية مساء الاثنين إن ألمانيا قد تؤمن إمدادات غاز طبيعي مسال من الإمارات في الأيام المقبلة، كجزء من مسعى البلاد لتعويض الغاز الروسي. ويمكن أن يكون الاتفاق مع الإمارات بمثابة دفعة للمستشار الألماني أولاف شولتس، حيث تكافح حكومته لتعويض الغاز الروسي بعد أن أغلق الكرملين خط أنابيب رئيسي، وسط تزايد قلق المسؤولين الألمان بشأن انقطاع التيار الكهربائي وتقنينه هذا الشتاء، بحسب الوكالة. وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك الاثنين "من المرجح أن يوقّع شولتس عقود التسليم خلال رحلة تستغرق يومين إلى الشرق الأوسط"، مشيرا إلى أن "المحادثات تسير على قدم وساق، خاصة مع الإمارات العربية المتحدة". وأوضح هابيك أن "إمدادات الغاز تتوسع تدريجيا والحكومة تجري محادثات دائمة مع العديد من الدول، وكذلك مع دول شبه الجزيرة العربية… والمستشار سيسافر الأسبوع المقبل إلى الإمارات العربية المتحدة، وسيكون بالتأكيد قادرا على توقيع بعض عقود الغاز الطبيعي المسال هناك". وألمح وزير الاقتصاد خلال مؤتمر صحافي عقده في لوبمين على ساحل بحر البلطيق في ألمانيا إلى أن "ليست الإمارات فقط، هناك دول أخرى، دول أفريقية. وبهذه الطريقة سنغلق الفجوة التي سببها نقص الغاز الروسي". كما يعتزم شولتس السفر إلى المملكة العربية السعودية وقطر في الرحلة التي تبدأ السبت. وقال المتحدث باسم المستشار الألماني هشتيفن هيبشترايت في مؤتمر صحافي روتيني في برلين الاثنين، إن التعاون في مجال الطاقة يتصدر جدول أعماله. وهذه الزيارة الأولى لشولتس إلى المنطقة، منذ توليه منصب المستشارية في ديسمبر 2021، خلفا للمستشارة أنجيلا ميركل، وكان من المفترض أن تُجرى هذه الجولة قبل ذلك، لكن انشغال برلين بتفاعلات الأزمة الأوكرانية حال دون ذلك. وقالت الحكومة الألمانية إن من المتوقع أن يوقّع شولتس خلال جولته الخليجية عقودا مع الإمارات بشأن الغاز الطبيعي المسال. ولفت وزير الاقتصاد الألماني إلى أن "معروض الغاز ينمو ببطء.. والحكومة تجري محادثات دائما مع العديد من الدول"، مشيرا إلى رحلته نحو قطر والإمارات في مارس. وسيطرت الخلافات على المحادثات بشأن الغاز الطبيعي المسال بين ألمانيا وقطر بسبب شروط أساسية، من بينها مدة أي تعاقد. ولا تملك برلين ترف الخيار سوى السعي للتوصل إلى اتفاقيات مع قطر والإمارات، لاسيما بعد أن أثبتت المحادثات مع موردي الغاز في أوروبا وأميركا الشمالية أنها معقدة أيضا. ومن ناحية أخرى قالت وزارة الاقتصاد الألمانية الخميس إن أول تسليم تجريبي للهيدروجين الأخضر من الإمارات وصل إلى هامبورغ، كجزء من جهود لإنشاء "سلسلة إمداد بالهيدروجين بين ألمانيا والإمارات". وأضافت الوزارة في بيان "التسليم التجريبي يضع أساسا مهما لواردات الهيدروجين متوسطة الأجل، والتي ستكون خضراء أيضا". وعملت الإمارات مؤخرا على تطوير طاقتها الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال، حيث ستبلغ الطاقة الإنتاجية لمنشأة الغاز الطبيعي المُسال، التي ستُبنى في الفجيرة على الساحل الغربي لدولة الإمارات خارج الخليج العربي، ما يصل إلى 9.6 مليون طن سنويا، وتمتلك الإمارات حاليا ثلاث وحدات تسييل بطاقة مجمعة تبلغ 5.8 مليون طن سنويا في جزيرة داس الواقعة داخل الخليج.
مشاركة :