أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس بأن الرياض قطعت علاقاتها التجارية مع إيران علاوة على قطع العلاقات الدبلوماسية التي أعلنتها أول من أمس، وأكد الجبير أن ذلك لن يؤثر على قدوم الحجاج الإيرانيين إلى المملكة وأنه مرحب بهم. وقال الوزير أن المطلوب الأمني نمر النمر كان إرهابيا متورطا في عمليات إرهابية، مؤكدا أن بلاده تستحق الثناء على مكافحتها للإرهاب وعلى إعدامها لـ47 إرهابيا يمثلون خطرًا. الوزير السعودي جدد في تصريحات لوكالة {رويترز} أن قطع العلاقات مع إيران جاء بعد أعوام من السياسات العدوانية تجاه الرياض، مؤكدًا أن كل أنواع العلاقات ستقطع، بما في ذلك حركة الملاحة الجوية بين إيران والسعودية ومنع المواطنين السعوديين من السفر إلى أي مدينة إيرانية. بعد ساعات على حديث الجبير، أعلنت هيئة الطيران المدني في المملكة أمس عن إيقاف حركة الملاحة الجوية بين البلدين. وكانت السعودية أعلنت أول من أمس الأحد قطع علاقاتها التجارية مع إيران بعد اعتداء مباشر على سفارتها في طهران وممثليتها القنصلية في مشهد، احتجاجا من البعض على إعدام المطلوب الأمني نمر النمر، والذي يصفه البعض برجل إيران في السعودية. وتعرضت السفارة السعودية لنهب ممتلكاتها والعبث بمحتوياتها وحرق أجزاء منها، دون تحرك من رجال الأمن الإيرانيين لمنع ذلك. وأصدرت الخارجية السعودية بيانا بذلك على لسان رئيس الدائرة الإعلامية المتحدث باسمها أسامة نقلي قال فيه بأن القائم بالأعمال حاول الاتصال بالخارجية الإيرانية للإبلاغ عما حدث إلا أن ذلك قوبل بعدم الرد والتجاوب، مفصلا ما حدث أن مجموعتين منفصلتين هاجمتا السفارة على شكل حشود وألقيتا زجاجات حارقة وحجارة على السفارة، ثم قطعت الكهرباء على الحي الذي تقع به السفارة دون تحرك من الأمن الإيراني. وواصل نقلي حديثه بقوله: إن سيارة أجرة حاولت اقتحام الممثلية القنصلية السعودية في مشهد الإيرانية، تبع ذلك رشق المبنى بالحجارة، ثم تعطيل سفر عوائل الدبلوماسيين السعوديين والذين وصلوا في وقت لاحق إلى الإمارات العربية المتحدة. وفي المؤتمر الصحافي، أعلن عادل الجبير وزير الخارجية السعودي قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، ليتلو ذلك إعلان دول خليجية وعربية قطع العلاقات مع طهران ومنها السودان والبحرين، وإعلان الإمارات العربية المتحدة تخفيض تمثيلها الدبلوماسي. وكانت دول عدة أدانت ما قام به مواطنون إيرانيون من الاعتداء على سفارة السعودية وقنصليتها، وقالت روسيا في بيان للحكومة أمس بأنه لا يحق الاعتداء على الدبلوماسيين أو السفارات بداعي الخلاف السياسي، وأدانت أستراليا كذلك ما تعرضت له السفارة السعودية في طهران من اعتداء مباشر. وفي وقت لاحق من يوم أمس، أجرى وزير الخارجية الأميركي جون كيري اتصالين هاتفيين بنظيريه السعودي عادل الجبير والإيراني محمد جواد ظريف لتهدئة الأوضاع، في الوقت الذي عرضت فيه روسيا استعدادها للعب دور الوسيط.
مشاركة :