كشف تقرير لمركز الأئمة للدفاع عن أهل السنة عن محاولات إيران للتوسع في الدول العربية تحت ستار الحرب على داعش، مشيرا إلى الهزائم التي لحقت بها في سوريا واليمن، وأورد التقرير محاولات إيران الحثيثة للتدخل في الدول العربية وإشعال الفتن في اليمن وسوريا والعراق ولبنان، وأشار التقرير إلى أنه في عام 2015م تزايد التدخل الإيراني في المنطقة العربية عبر التهديد بالتصريحات الرنانة أومليشياتها العسكرية في المنطقة، التي لدى أكثرها قنوات فضائية ناطقة باسمها. وأوضح أن إيران توسع نفوذها في المنطقة بحجة مكافحة تنظيم “داعش”، فباتت تنفذ أحلامها التوسعية تحت غطاء حربها المعلنة على التنظيم، ولم تكتف بذلك بل مولت جماعات تخريبية في البحرين كجماعة “الأشتر” الإرهابية، وأشار التقرير إلى أن هذا الأمر دعا المملكة و34 دولة إسلامية لتشكيل تحالف عسكري إسلامي، أعلن في بيانه التأسيسي أنه سيحارب الإرهاب أيا كان مذهبه، وهذا يعني أن الدول الإسلامية أخيرا قد عقدت العزم ليس فقط في التصدي لتنظيم “داعش” وإنما مواجهة النفوذ الإيراني باللغة الوحيدة التي تفهمها. وأضاف التقرير أنه في العراق، تبدو الهيمنة الإيرانية الكاملة معلومة للعالم أجمع، والأمر وصل إلى أن يقول علي يونسي، مستشار الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إن “إيران اليوم أصبحت إمبراطورية، كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليا، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم، كما في الماضي”، وذلك في إشارة إلى إعادة الإمبراطورية الفارسية الساسانية قبل الإسلام، التي احتلت العراق وجعلت المدائن عاصمة لها. وكانت من أواخر تصريحات وزير الخارجية الراحل، الأمير سعود الفيصل، أن “إيران تسيطر على العراق”، ضاربا مثلا بعملية تكريت، التي تنفذها القوات العراقية بمعية الميليشيات الشيعية وقوات إيرانية يتقدمها قاسم سليماني. حيث أشارت تقارير إلى أن القوات الإيرانية وصلت إلى محافظة ديالى العراقية شمال شرق بغداد تحت غطاء محاربة تنظيم “داعش”. وكان رئيس أركان الجيوش الأمريكية، الجنرال مارتن ديمبسي، قد وصف التدخل العسكري الإيراني الأخير في العراق بأنه “الأكثر وضوحا في العراق منذ عام 2004”. وأضاف التقرير: جاءت “عاصفة الحزم” لتبخر أحلام إيران ومشروعها التوسعي في اليمن، حيث حققت قوات التحالف العربي والجيش الوطني والمقاومة الشعبية في 2015م انتصارات كبيرة وباتوا جميعا على أبواب صنعاء، ورغم المساعدات الإيرانية الضخمة لقوات صالح وللمليشيات الحوثية والدعم اللامحدود الذي تمثل في إرسال مستشارين عسكريين وقوات إيرانية (قبل بدء عاصفة الحزم)، إلا أن حصار التحالف العربي للأجواء والسواحل اليمنية منع السفن والطائرات من الاقتراب من اليمن، وهذا ما ادى إلى تشرذم المليشيات الانقلابية. وقد حاولت إيران الانتقام عبر الإيعاز للمليشيات الانقلابية بشن هجمات على الحدود المحافظات السعودية الجنوبية، إلا أن المليشيات منيت بهزائم فادحة في الأرواح والعتاد والآليات العسكرية. ومع هذه الهزائم المتتالية سارعت مليشيات الحوثي وصالح إلى الاستغاثة بالدول الغربية والمنظمات الدولية بأنهم على استعداد للمفاوضات والحل السياسي ووقف الحرب، وهو ما يعني ضمنا أنهم اعترفوا بالهزيمة. وشهدت الاستراتيجية الإيرانية في سوريا في عام 2015 تحولات خطيرة، حيث زجت إيران بعشرات الآلاف من الحرس الثوري الإيراني وقوات “الباسيج” والمليشيات اللبنانية (حزب الله) والأفغانية والباكستانية والعراقية الشيعية، كما باتت تلك القوات تتحرك بغطاء جوي روسي كامل، وحمل عام 2015 مفاجآت غير سارة لنظام ولاية الفقيه الإيراني، فقد تلقت قواته العسكرية ممثلة في الحرس الثوري ضربات موجعة في سوريا، كما أفشلت تضحيات دول التحالف العربي والمقاومة الشعبية المخطط الإيراني في اليمن.
مشاركة :