عفوًا.. لن أتحدَّثَ عنها -عن إيران- ولا عن سماسرة إيران، وخدمة الإيوان! أتحدَّثُ عن بني أمَّتي من العربان، الذين صمتوا، أو خافوا، أو مالأوا، أو وزنوا، أو وازنوا! أتحدَّثُ عن كل الصامتين والخائفين.. عن كلِّ الجاهلين والراجفبن والهاربين! أتحدَّثُ عن الذين لا يمانعون في أن تكون حضارتهم، بل عواصمهم العربية مجرّد ذكرى.. وقد كان! أتحدَّثُ عن الذين لا يمانعون في استبدال الوجوه العربية؛ تلبية لكسرى، وقد كان! عن الذين أداروا وجوههم عن الكعبة، بل عن الجامعة العربية تقرُّبًا لطهران! وهل فينا، وبيننا مثل هؤلاء؟ أقول: نعم! بيننا أساتذة، وليس أستاذًا واحدًا مازال ينظِّر، ويروِّج لإيران، ولخسارة الابتعاد عن طهران، ليس من باب وحدة الأمّة، وإنَّما من باب التخويف من المحاور العربية مع أيّ كتلة سنّية! تصوّر؟! أكتبُ اليومَ إلى الأستاذ، وكلِّ الأساتذة الذين استساغوا، ويستسيغون السخافة! ليس في سفاراتنا، وقنصلياتنا، بل في عواصمنا، ومدننا، وصحفنا، وقنواتنا! أكتبُ للذين استمرأوا الترويج للخرافة! ليس على صعيد ولاية الفقيه، بل على صعيد الهيمنة على الدول العربية! أكتبُ عن الذين لا يجدون غضاضة في تقديم القرابين! هذا قربان اسمه العراق من البصرة للموصل، مرورًا، أو طمسًا لبغداد! وذاك قربان اسمه سوريا من حلب إلى حماة، مرورًا، أو محوًا لدمشق! وهذا قربان اسمه لبنان من الجنوب للشمال مرورًا، بل دهسًا لبيروت! وهنا قربان اسمه اليمن من صنعاء إلى عدن، مرورًا، بل التهامًا لحضرموت! أتحدَّثُ عن الذين ظنّوا -ويظنّون- أنّنا دخلنا مرحلة الانكفاء.. انكفاء الفرسان! والذين لا يشعرون بالعار وهم يفتحون بتبديل جلودهم، أو وجهاتهم باب الأضغان.. أتحدَّثُ عن الذين نسوا، وتناسوا كلَّ مروءات بني غسان وبني عدنان! أتحدَّثُ عن الذين سيقولون: إنها سفارة واحدة، لا اثنتين، ولا 22 سفارة، وعن الذين سيفسحون لها ألف ألف وزارة! أيُّها السادةُ المتنطِّعون: نحنُ الآنَ في وقت الكرامة العربية، إن كنتم مازلتم تتذكّرونها.. نحنُ الآنَ في وقت الشهامة، إن كنتم تتظاهرون بها! وأيُّها السفيرُ الإيرانيُّ: اخرجْ غيرَ مأسوفٍ عليكَ! sherif.kandil@al-madina.com
مشاركة :