السيرُ نحو النجاح رحلةً لا نهاية لها، فقد نتوقف قليلاً عن السير ونرجع لما قطعناهُ في رحلاتنا نُصحح الأخطاء ونزيد من تطوّر المهارات وننظر للحياة بتفاؤل ثم نكمل المسير نحو النجاح ، هُناك من حقق النجاح وهو من الذين يواصلون المحاولة بنظرة إيجابية للأشياء التي رسم لها لكي يصل إلي عمق معنى كلمة النجاح فوجد أنها ببساطة تعني الإصرار والإصرار فقط. ففي ليلة وفاء بلغت أصداؤها الآفاق ؛ من أهالي قرية”النجدين ” الأوفياء عرفانًا لرجل الوفاء الذي يستحق التكريم والتقدير، فهو نائب أهالي قرية النجدين الأستاذ “محمد بن عامر آل زايد” بمناسبة تماثله للشفاء إثر العملية الجراحية التي أجراها، وتكللت ولله الحمد بالنجاح ، ذلك الرجل العصامي الذي عاش الكفافَ وذاق مرارة الاغتراب وجرب السعي في مناكب الأرض وترحّل في سبيل العلم ولم ينفصل عن مجتمعه وبيئته فعاد مقدماً في جماعته ووجيهًا في قومه ومصلحًا ذات بينهم وداعيًا إلى البر والتعاون والحب والتسامح. ولد في قرية النجدين برجال ألمع عام ١٣٦٤هـ، وحين بلغ مطالع الصبا ارتحل إلى المنطقة الشرقية بحثًا عن وظيفة، والتحق بالسلك العسكري عام ١٣٧٨هـ واستطاع بإصرار وطموح أن يوفِق بين متطلبات العمل والدارسة ليلاً حتى نال الشهادة الإبتدائية عام ١٣٨٨هـ، وحين تعسر عليه الجمع بين الوظيفة وإكمال دراسته أُضطر إلى الاستقالة ، وطار به طموحه ورغبته في إكمال تعليمه إلى منطقة نجران فالتحق هناك بمعهد نجران العلمي لدارسة المرحلتين المتوسطة والثانوية وتخرج منها عام ١٣٩٧هـ ، ثم التحق بكلية الشريعة فرع جامعة الإمام بأبها فنال الشهادة الجامعية عام١٤٠٠هـ . وفي العام التالي عُين معلمًا في محافظة خميس مشيط وفي عام ١٤٠٢هـ، انتقل إلى مدينة أبها وفي العام الذي يليه انتقل إلى رجال ألمع مديرًا لمجمع مدارس ثلوث ريم لعشر سنوات، ثم كُلف بإدارة مجمع مدارس روام عام ١٤١٢هـ، واستمر في هذه المهمة ست سنوات، وعلى يديه اُفتتحت ثانوية الملك خالد بروام، وفي عام ١٤١٧هـ عاد إلى قريته النجدين مديرًا لمجمعها التعليمي بعد أربعين سنة منذ غادرها سعيًا في سبيل العلم والرزق، وفي عام ١٤٢٤هـ اختتم سيرته المهنية بتكريم من أمير منطقة عسير آنذاك بجائزة التميز في مسرح المفتاحة، وذلك بعد حصوله على جائزة المعلم المتميز في منطقة عسير قبل أن تكتمل مسيرته بالتقاعد في العام ذاته. وبرغم الاغتراب والانشغال بالمسؤوليات التربوية فإنه لم ينفصل ويبتعد عن هموم مجتمعه بل كان مقدمًا لجماعته في الأفراح والأتراح والإصلاح، ومرجعًا لهم فيما يشجر بينهم من خلاف وكثيرًا ما ينتهون إلى رأيه في شتى شؤونهم، ثم في عام ١٤٢٥هـ صدر قرار وزير الداخلية بتكليف أمير عسير بتنصيبه نائبًا لعشيرة النجدين وبعد كل هذه المسيرة الحافلة التي هي غيض من فيض من تاريخ طويل مليءٌ بقصص النجاح تلهج ألسنتنا بالدعاء له بوافر الصحة وتمام العافية. كلمة أهالي القرية عنهم الأستاذ عامر هادي آل شملان ليقف أمام معلمه القدير ويشكره ويهنئ ويبهر ويلفت وتصغي له الأذان وتشنف له الأسماع، سبك في الكلام ومفردات في حسن بيان أمام معلمه ربيب البلاغة والمعاني، ثم كلمة أخرى للأستاذ محمد يحيى، تلاها أبيات شعرية للشاعر مفرح بن جابر الشديدي ألقاها نيابةً عن إبنه الأستاذ طلال مفرح الشديدي ؛ ثم قصيدة فصيحة للأستاذ الشاعر على بن جابر الشديدي. الكاتب : محمد بن علي المرشدي
مشاركة :