اكتشف باحثون نوعاً جديداً من السرطان المعدي لدى "شيطان تسمانيا"، وهو حيوان يعيش في مناطق محدودة من أستراليا. وتنتقل عدوى السرطان في شكل سريع بين "شياطين تسمانيا" عبرالاحتكاك المباشر، وتفضي إلى النفوق في ظرف أشهر قليلة. ونشرت صحيفة «دايلي ميل»، أن السرطان المُعدي يؤدي إلى انقراض هذه الحيوانات. وينتقل بين الحيوانات الجرابية من طريق العض. وأوضح العلماء أن أشكال السرطان التي تنتقل في الطبيعة ثلاثة، وتنتشر بين الكلاب والمحار و"شياطين تسمانيا". وأشكال السرطان هذه تسبب أوراماً في وجه "شياطين تسمانيا"، إذ تعتبر من الحيوانات آكلة اللحوم المميزة، والتي لا توجد إلا في براري ولاية تسمانيا الأسترالية. ويعرف عن حيوانات "شياطين تسمانيا"، أنها بحجم الكلاب الصغيرة وشرسة جداً وتتعامل في غالبية الأحيان مع بعضها البعض أثناء التزاوج. وتعيش الحيوانات لمدة تصل إلى خمسة أعوام في البرية، وتنمو لتصل إلى 31 بوصة وتزن ما يصل إلى 12 كيلوغراماً. وأكد العلماء أن نوع السرطان الذي يصيب حيوانات "شياطين تسمانيا"، يُسمى «مرض ورم شيطان الوجه» (دي أف تي دي)، والذي ينتشر بسرعة فائقة في جميع أنحاء جسم الحيوان، بخاصة الوجه والفم، ما يؤدي إلى قتله بعد أشهر من ظهور الأعراض. ولاحظ الباحثون أن هذا المرض وجد على شياطين تسمانيا في الشمال الشرقي من الجزيرة في العام 1996، وسرعان ما اكتشفوا أن هذا المرض معدٍ بين الحيوانات من طريق العض. وأضاف الباحثون أن مضاعفات الأورام تجعل من الصعب على الحيوانات أن تتناول الطعام، ما يجعلها تتضور جوعاً حتى الموت. والسرطان المستكشف يفرز أوراماً على وجه الحيوان قبل أن يمتد إلى باقي الأعضاء، ما ينذر بفقدان أعداد إضافية من "شياطين التسمانيا" التي تراجع عددها بنسبة 90 في المئة منذ العام 1996. وذكر الأطباء أن السرطان يحدث عندما تبدأ الخلايا بالتكاثر في شكل غير طبيعي وسريع جداً، أما في السرطانات المعدية فتنشأ الخلايا من اكتساب القدرة على الانتشار خارج الجسم المضيف وفي أشكال جديدة. وحدد فريق من الباحثين من جامعات ولاية تسمانيا وكامبريدج، أن نوع السرطان المعدي هو وراثي بين حيوانات "شياطين" ولاية تسمانيا. ووجدوا العلماء وفقاً لدراسة نشرت في «دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم»، أن السرطان يؤثر في ترتيب الكروموسات المختلفة في جسم الحيوان، واكتشفوا أيضاً ثمانية "شياطين" إلى الآن تتشابه لديها الحالة في الجنوب الشرقي من الولاية. وقال البروفيسور غريغوري وودز، مؤلف كتاب «جوينت سينير» من جامعة ولاية تسمانيا، إنه «في برية تسمانيا، يوجد العديد من أنواع السرطانات في شياطين تسمانيا والتي لم يتم اكتشافها بعد». وأضاف «أن إمكان ظهور أنواع جديدة من السرطانات المعدية واردة ومهمة أيضاً للبرامج الموضوعة للحفاظ على حيوانات شياطين تسمانيا». وجاء اكتشاف نوع جديد من السرطانات المعدية لدى الحيوانات بعد نجاح العلماء الروس في مبادرة اكتشاف فيروس قادر على القضاء على الخلايا السرطانية خلال العام 2014. وأوضح العلماء أن فكرة استخلاص الفيروس للقضاء على الخلايا السرطانية ليست بالعملية الجديدة، ولاحظوا تراجع الخلايا الخبيثة باستخدام هذه التقنية.
مشاركة :