عيون وآذان (من الأصدقاء الى الخيل الأصيلة)

  • 1/5/2016
  • 00:00
  • 30
  • 0
  • 0
news-picture

أبدأ بالأصدقاء اليوم ثم أنتقل إلى الخيل، وهناك بالإنكليزية عبارة «إلقاء الأسماء» والمقصود أن يدّعي إنسان أنه يعرف مشاهير القوم ويلقي أسماء كبار رجال السياسة والفكر وهو يتحدث كأنه ابن عم هذا الإنسان الكبير أو ذاك. أعد القارئ ألا أفعل ذلك في زاويتي اليوم، فموضوعها طرح نفسه في الأعياد وأنا أرى أصدقاء مشهورين وآخرين مغمورين مثلي. وقد سعدتُ بهؤلاء وأولئك حتى تمنيت لو أن الدنيا كلها عيد، فجلسة تضمني مع واحد منهم أو عشرين، هي أفضل هدية. أعرف أن الشاعر العربي نصح أن يحذَر الواحد منا عدوّه مرة وصديقه ألف مرة لأن «الصديق إذا انقلب عدواً/ فهو أدرى بالمضرَّة». أقول إن الشاعر لم يُحسِن اختيار أصدقائه، أو لعله يتكدى بشعره، وخاب أمله بمَنْ اعتبرهم يوماً أصدقاء. أتجاوز كل ما سبق لآخذ القارئ في سياحة فأنتقل إلى الخيل لعله يجد فيها ما يسرّه وسط سيل الأخبار السياسية التي تتراوح بين المؤلم والأشد إيلاماً. في الولايات المتحدة هناك شيء اسمه «التاج الثلاثي» والعبارة تعود إلى أهم ثلاثة من سباقات الخيل عندهم، وهي الداربي وبريكنس وبلمونت. وكان آخر حصان فاز بها اسمه «افّيرمد» سنة 1978. ثم جاءت سنة 2015 وإذا بحصان اسمه «أميركان فيرو» أو «فرعون أميركي» ويملكه أحمد الزيات يفوز بالكأس الثلاثي بعد 37 سنة من الانتظار. أسجل للقارئ أن مالك الحصان مصري ولد في مصر وهاجر إلى الولايات المتحدة وأن الحصان الفائز أبوه اسمه «بيونير أوف ذي نايل» أي «رائد النيل»، وأن سباق بلمونت، وهو الأخير بين السباقات الثلاثة، شهد خسارة حصان بعد حصان فاز بالسباقين الأول والثاني وتعب في الثالث. أما «فرعون أميركي» فكان فوزه في السباق الأخير بخمسة أطوال ونصف طول، وهو ما لم أسمع بمثله في أي سباق آخر. لماذا أذكر كل هذا؟ أذكره لأن الأمير أحمد بن سلمان، رحمه الله، فاز بسباقين من الثلاثة «الكبار» في سنتين متتاليتين هما على ما أذكر 2000 و2001، كما فاز حصانه «أوث» بالداربي الإنكليزي سنة 1999، ولا أذكر مالك خيل في العالم كله حقق مثل هذا الإنجاز. الأمير فهد بن سلمان، الشقيق الأكبر للأمير أحمد، فاز حصانه «جنروس» بالداربي سنة 1991 وزارته الملكة إليزابيث في دارته قرب اسكوت وزرعت شجرة في الحديقة. ومرة أخرى لا أعرف أخوين آخرين فاز حصان كل منهما بالداربي الإنكليزي. خيول السباق الأصيلة في الغرب يعود أصلها إلى القرنين السابع عشر والثامن عشر، وجاءت نتيجة التوليد من خيول عربية أصيلة اشتهرت بالسرعة والجَلَد وخيول إنكليزية اشتهرت بالقوة. في سباقات الخيل في الغرب والشرق الخيول المشاركة هي من سلالة ذلك التزاوج بين السرعة والصبر والقوة. أما في لبنان تحديداً فكان سباق الخيل وقفاً على الخيل العربية الأصيلة التي يحمل لواءها الآن «مزرعة الخالدية» والأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز الذي فازت خيله بأعلى الجوائز العالمية للخيل الأصيلة. ختاماً، أرجو رحمة ربنا لصديق عزيز هو حرشو البرازي الذي توفي ونحن نودع سنة 2015، وكانت شهرته أنه قتل سامي الحناوي، أحد الانقلابيين السوريين، عند محطة ترامواي المزرعة في بيروت. هو قال لي إنه خاطب الحناوي بالقول: «إنت قتلت كثير من ربعنا يا سامي» ثم أرداه بالرصاص. التقيت بالأخ حرشو في أحد نوادي الخيل في بيروت وكان عمله قبل أن يترك لبنان استيراد الخيل العربية الأصيلة من آسيا الوسطى وبيعها في لبنان. رحمه الله ورحمنا.

مشاركة :