هوية خاصة لليوم الوطني الـ 92، المستمدة من ثقافة الأنسنة التي تنعكس بوضوح على المشاريع الضخمة، التي راهنت عليها المملكة في رؤيتها 2030 الدار ليس المقصود به البيت و المنزل والسكن فقط، الدار سميت باعتبار دورانها بالحائط والجدار الذي يحيطها و الذي يدور على مسكن الانسان وتوابعه ،ويستر من بها وباعتبار الذي يسيل بكثرة من العطاء ، وباعتبار الراحة والسعادة والثمرة التي تحصل منه وقيل دارات العرب سهول بلاد العرب تنبت ما طاب ريحه من النبات وتسمى البلدة دارا، والصقع دارا، والدنيا كما هي دارا،. قال تعالى: لهم دار السلام عند ربهم [الأنعام/127]، أي: الجنة وبها ما لا عين رات ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وهي دار القرار لنعمل بجد لتكن الاخرة لنا دار والدنيا بها الوطن وهي الدار الام التي يحتاجها صغيرها وكبيرها وبها السكن والاستقرار والطمأنينه والهدوء والراحة والاستيطان وبها وفيها السكينة والانس والوداع والوقار الدار سكانها سكان يعيشون وسط مرافق حيوية ومنشآت حضارية وعمرانية و التي ينتمي اليها المواطن والمواطن الصالح من يُنمي وطنه ويسهم في اسعاد غيره ممن شاركه وجاوره فيه بهذه المعاني السامية يجب ان نسعى لتكن مملكتنا الغالية السعودية العربية (( لنا دار )) بكل المعاني والغايات فقد أثبتت المملكة العربية السعودية قدرتها وقوتها على إكمال المشاريع القائمة، وإطلاق الأخرى الضخمة، دافعة بأبنائها نحو الفرص والإمكانات باستمرار النمو، والحفاظ على جودة الحياة الكريمة. بفضل الله –قد تجاوز أزمات جِسام أرّقت مختلَف بلدان العالم، على رأسها جائحة كورونا «COVID-19»، التي خرجت منها المملكة سالمة، وأبهرت العالم بأدائها المتميز والحكيم في إدارة الأزمات، نتيجة التلاحم والتكاتف الصادق بين القيادة الرشيدة وأبناء الشعب السعوديّ، كما حافظت المملكة على دستورها الربانيّ، كتابِ الله العزيز وسنة رسوله الكريم ﷺ، والتزمت به في مختلف التحدّيات، ما كان عونًا لها في تجاوزها والخروج منها غانمة بفضل الله. وتجاوز تلك الصعاب، جاء نتيجة وثمرة لبناء قويّ محكم، تأسس على يد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – وحافظ عليه أبناؤه الملوك من بعده، إلى أن وصلنا إلى العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- الذي شهد نقلة ضخمة في حياة السعوديين على مختلف المستويات، وتعززت خلاله مكانة المملكة بين دول العالم، وباتت في مصافّ الدول الكبرى التي لا يثنيها أي خطب عن تحقيق مساعيها في بناء حياة كريمة وآمنة لأبنائها. وإنما ينبغي الاستشعار واستحضار ما تقدمه المملكة العربية السعودية من تنوع الخدمات التي تقدمها اعزها الله من الخدمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية والبيئية ولا ننسى الخدمات القضائية، والدفاع والامن الداخلي وخدمات الطرق والشؤون الخاصة بالفرد والاسرة، وغيرها من النعم التي يجب ان تذكر من اجل ان تدوم ومن اجل ان تشكر ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله ، شكر الله على نعمته من تقوى الله تعالى لأن الشكر عمل صالح مأمور به فقد أمر الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بالشكر فقال تعالى {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} وشكر الله على نعمه سبب دوامها وزيادتها وكفران النعم من أسباب نقصانها وزوالها قال تعالى {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} ومن شَكر نعمة الله عليه انتفع بشكره في الدنيا والآخرة فكفران النعم يهدم البيوت ويخرب المدن ويهلك الأمم كما أن شكران النعم يثبتها ويزيدها وينميها وقد ورد في الحديث الشريف من { لا يشكر الله من لا يشكر الناس } و بلفظ { من لم يشكر الناس لم يشكر الله عز وجل } سؤل الشيخ عبد العزيز بن باز عن الحديث فقال رحمه الله نعم هذا حديث صحيح، يقول النبي ﷺ من لا يشكر الناس لا يشكر الله يعني: أن من كان من طبيعته وخلقه عدم شكر الناس على معروفهم وإحسانهم إليه فإنه لا يشكر الله لسوء تصرفه ولجفائه فإنه يغلب عليه في مثل هذه الحال أن لا يشكر الله. و ما كان عليه أهل هذه الجزيرة العربية إلى عهد قريب من جهل وفقر وذلة وهوان وتناحر و تدابر وتفرق واختلاف حتى منّ الله على أهلها بمن وحد على يديه كلمتها وجمع شملها وأعز الله به شأنها فاجتمعت القلوب بعد الفرقة واتحدت الكلمة بعد الاختلاف ورفرفرت راية التوحيد والسنة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وانتشرت دروس العلم وانزل الله على اهلها البركة والرزق فأخرجت الأرض كنوز ها وبسط الله أمنه على أرجائها مدناً ، وقرى، وصحارٍ، وقفار. فالفضل في ذلك لله وحده ثم للملك الصالح والإمام العادل عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود رحمه الله وغفر له وجزاه عنا وعن الإسلام وأهله خير الجزاء. فلندرك قدر هذه النعمة و لنشكر الله عليها في الحديث الصحيح من صنع إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه. وفي لفظ { من صُنع إليه معروف فقال لفاعله : جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء } النعم التي تحيط بنا في هذه الدولة المملكة العربية السعودية كثيرة وعديدة فتحتاج ان تذكر وتشكر حتى تدوم والإشارة لهذه المناسبه ، والتذكير بما منّه الله تعالى على هذه البلاد من نعمة الأمن ووحدة الصف واتحاد الكلمة في ظل هذه الدولة المباركة ، والإفادة من هذه المناسبة لترسيخ قيم الولاء لقيادتنا الرشيدة ،والإنتماء للوطن ، وإبراز ماتقوم به حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين من جهود لتحقيق مكانة المملكة وريادتها في العالم العربي والإسلامي ، وتمتعها بثقل إنساني ، وسياسي ، إقليميا ودولياً ، مطلب وغاية نسعى جميعا كبارا وصغارا و مواطنين او مقيمين او زائرين وحتى محبي هذا البلد الكريم المفضال لترسيخها في النفوس والقيم والسلوك والمفاهيم من اجل ان نحصد وحدة ومحبة والفة في بلد ((هي لنا دار )) اللهم آمنا في وطننا الغالي المملكة العربية السعودية واصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم وفق إمامنا وولي عهده بتوفيقك وأيدهم بتأييدك وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين، اللهم أصلح أحوال بلاد المسلمين وأنزل عليها الأمن والسكينة والطمأنينة برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم إنا نسألك شكر نعمتك ونعوذ بك من كفر نعمتك.
مشاركة :