قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج اليوم الأربعاء إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن ينتصر في الحرب في أوكرانيا رغم إعلانه تعبئة إضافية لآلاف الجنود، ووصف تهديداته باللجوء للأسلحة النووية بأنها “خطيرة وطائشة”. وأضاف لرويترز في مقابلة أن أول تعبئة تقوم بها روسيا منذ الحرب العالمية الثانية ستؤدي إلى تصعيد الصراع وستقود لخسارة المزيد من الأرواح، واعتبرها في الوقت نفسه دليلا على أن بوتين أخطأ في حساباته منذ غزوه لأوكرانيا في 24 فبراير شباط. وفي خطاب لمواطنيه في وقت سابق اليوم، أعلن بوتين أن سيستدعي 300 ألف جندي من قوات الاحتياط للقتال في أوكرانيا وأعلن دعمه لخطة لضم أجزاء منها، ملمحا للغرب بأنه على استعداد لاستخدام الأسلحة النووية للدفاع عن روسيا. وأضاف بوتين “إذا تعرضت وحدة أراضينا للتهديد، سنستخدم كل الوسائل المتاحة لحماية شعبنا، (لا أقول) هذا من قبيل الخداع”. وذكر أن روسيا تمتلك “الكثير من الأسلحة للرد “. وصرح ستولتنبرج لرئيسة تحرير رويترز أليساندرا جالوني في نيويورك بأن حلف الأطلسي “لن يدخل في هذا النوع من الخطاب النووي الطائش والخطير مثل الرئيس بوتين” لأن الحلف الدفاعي المؤلف من 30 دولة لا يسعى إلى مواجهة مع روسيا، ويحاول ببساطة حماية أوكرانيا ومنع تصعيد الصراع. وقال ستولتنبرج إن خطاب بوتين يكشف أ ن “الحرب لا تسير وفقا لخططه . .. لقد ارتكب خطأ كبيرا في الحسابات”. وأضاف أن تعبئة “المزيد من القوات ستؤدي إلى تصاعد الصراع. وهذا سيعني المزيد من المعاناة والمزيد من فقدان الأرواح.. أرواح الأوكرانيين وكذلك الروس”. وقال ستولتنبرج، في إشارة إلى أي خطوة من جانب روسيا لاستخدام السلاح النووي، “سوف نتأكد من عدم وجود أي لبس في موسكو فيما يتعلق بطريقتنا في رد الفعل. يعتمد الأمر بالطبع على طبيعة الموقف أو أي نوع من الأسلحة قد يستخدمونه. أهم شيء هو منع حدوث ذلك ولهذا كنا واضحين للغاية خلال اتصالاتنا مع روسيا بشأن عواقب لم يسبق لها مثيل”. وجاء خطاب بوتين في أعقاب تزايد الخسائر في الأرواح وانتكاسات في ساحة المعركة تعرضت لها القوات الروسية التي طُردت من المناطق التي استولت عليها في شمال شرق أوكرانيا في هجوم مضاد شنته أوكرانيا هذا الشهر، بالإضافة إلى تعثر الروس في الجنوب. وقال ستولتنبرج “الطريقة الوحيدة لإنهاء هذه الحرب هي إثبات أن الرئيس بوتين لن ينتصر في ساحة المعركة. وعندما يدرك ذلك، عليه أن يجلس ويتفاوض بشأن اتفاق مناسب مع أوكرانيا”. وأشار ستولتنبرج إلى أن أعضاء الحلف قدموا دعما غير مسبوق لأوكرانيا وأنهم بحاجة الآن لإعادة بناء مخزونها من الأسلحة والذخيرة. ونظرا لأن الحلف كان مستعدا “لعملية طويل الأمد” في التعامل مع بوتين، فإنه يخوض الآن حوارا وثيقا مع صناعة الدفاع لتعويض مخزون العتاد. وقال ستولتنبرج إن الصين من بين التحديات الأمنية التي يتعين على الحلف مواجهتها، لكنه لا يضعها في مرتبة الدولة العدو. وتحدث عن السلوك الصيني الذي يعتمد على التهديد في بحر الصين الجنوبي وفي مواجهة الجيران، فضلا عن “الطريقة التي ينتهكون بها الحقوق الأساسية للإنسان”.
مشاركة :