قسم المتابعة الإعلامية بي بي سي تصدرت الأزمة الدبلوماسية الحالية بين السعودية وإيران صحفاً عربية صادرة اليوم. ودافع العديد من الصحف، تحديدا المصرية والخليجية، عن قرار الرياض قطع العلاقات مع إيران بسبب الاعتداءات على السفارة السعودية في طهران بعد إعدام السعودية رجل الدين الشيعي نمر النمر في الثاني من الشهر الجاري. وشن بعض المعلقين في صحف سورية ولبنانية هجوما على الرياض، متهمين إياها بالتسبب في الأزمة بإعدامها للنمر. قرار استراتيجي وتقول صحف المصري اليوم واليوم السابع والشروق المصرية إن العرب يحاصرون إيران دبلوماسيا. وتدافع الأهرام المصرية عن قرار الرياض بقطع العلاقات مع طهران، قائلة في افتتاحيتها: من حق السعودية أن تدافع عن قوانينها وأمنها، وكان حريا بإيران عدم الاندفاع فى تصرفاتها وتحريض بعض مواطنيها لإحراق السفارة والقنصلية السعوديتين. وتقول افتتاحية صحيفة الرياض السعودية: يبدو أن طهران التي تجرأت على سفارة دولة مهيبة تحظى باحترام وتقدير دوليين، وضعت نفسها في موقف حرج لم يكن ينقصها، بل جعلت كل دولة في واقع الأمر تراجع علاقاتها مع جمهورية إيران التي لم ترع حق بلد قريب، له رمزية عربية وإسلامية في نفوس كل المسلمين في العالم. و تتابع: لقد عولّت إيران كثيرا على حِلم المملكة وسعة صدرها وتحملها، لكنها تناست أن طهران بلغت حدا يجب أن تعرف فيه مكانها الحقيقي وحجمها الطبيعي. ويتساءل في الصحيفة ذاتها، تركي السديري: ماذا يبقى من الأعراف الدبلوماسية وأخلاقياتها عندما تتدخل دولة في سياسة دولة أخرى وشؤونها الداخلية، والأسوأ الاعتداء على البعثات الدبلوماسية؟. ويتابع: لم تحاول إيران أبدا إثبات حسن النوايا مع جيرانها القريبين سوى التدخل في الشؤون الداخلية سواء في البحرين والكويت والعراق، والأسوأ السعي الحثيث لخلق الكراهية الطائفية بين الشيعة والسنّة وتمزيق نسيج التسامح العربي بعكس المملكة التي حاولت مرارا طي صفحات العداء مع إيران بدليل دعم المملكة لإيران أثناء زلزال طهران عام 1999 ثم محاولة تعزيز العلاقات التجارية. ويصف خالد المالك في صحيفة الجزيرة السعودية قرار السعودية بـ الاستراتيجي والتاريخي الذي يضع هذه الدولة المعتدية في حجمها الطبيعي، وأن يقول لها ولأعوانها من العملاء والمأجورين بأن هذا مصيرها. ويضيف الكاتب: ماذا بعد قطع العلاقات؟ هذه مسؤولية العالم بأن يواجه هذا الفيروس المضر بمصالح دول المنطقة والعالم بما يستحقه من مواقف حازمة، وأن يزيل آثاره المدمرة لكي لا يستفحل هذا المرض، وتنتقل العدوى من هذا الجسم المريض إلى غيره ممن تستهويه شهوة الإرهاب، ويأنس بمشاهدة الفوضى وعدم الاستقرار وهما ينتقلان من دولة لأخرى. ويقول حسن الحارثي في الوطن السعودية إن المجتمع الدولي يعرف أن إيران خلف كل حرب ومواجهة دامية في المنطقة. ويقول الكاتب: قرار قطع العلاقات السعودية مع إيران هو انتصار للسلام، للإنسانية، لقيمة الفرد، لسيادة القانون، للحرب على الإرهاب، للمجتمعات الناضجة، لإعادة ترتيب الأوراق، وربما لخلطها من جديد، ففي النهاية سينتصر صاحب الحق المؤمن بحقه، وستسقط أمة انشغلت بالمكائد وبث الفرقة والأحقاد بين المسلمين، عربهم وعجمهم، بنفسها الطائفي القذر. ويرى خالد السليمان في صحيفة عكاظ السعودية أن قرار قطع العلاقات هو نتاج تراكمات سنوات طويلة من الصبر على التجاوزات والإساءات والمؤامرات الإيرانية التي وصلت حد دعم وتمويل وتوجيه أعمال إرهابية على الأراضي السعودية لم تستثن حتى الحرمين الشريفين. ويضيف الكاتب: لا تملك إيران اليوم سوى خيارين، إما العمل على ترميم جسور علاقاتها بجيرانها، أو هدم ما تبقى من جسور، وأيا كان الخيار الإيراني فقد حسمت السعودية خيار الخروج من المنطقة الضبابية إلى المواجهة، فإما علاقة حسن جوار صادقة أو لا علاقة البتة، وباتت الكرة الآن في الملعب الإيراني. ويشكر فيصل الشيخ في صحيفة الوطن البحرينية، القيادة البحرينية على اتخاذ الموقف الصحيح القوي المساند للشقيقة السعودية. ويقول الكاتب: نأمل بأن يكون ما يحصل على الساحة بداية صحوة ونهوض لتوحد خليجي ضد الشر الأول الذي يحيق بنا، ضد الدولة العدوة التي تدعي أنها تملك البحرين، والتي تحلم بتفتيت الخليج العربي من خلال استهداف السعودية. ويتخوف منصور الجمري في صحيفة الوسط البحرينية من تبعات الأزمة الحالية على التوتر الطائفي في البلاد والمنطقة. ويقول الجمري: إن الأسوأ في كل ما يحدث حاليا هو احتمال تفاقم الأمور بما ينعكس سلبياً على السجالات ويؤجج الخلافات الطائفية التي نشهدها من كل جانب، بحيث يتداخل الشأن المحلي بالإقليمي بصورة لم تحدث من قبل، وهو ما يؤثر بصورة سلبية على المجتمعات قبل الحكومات. الحرب المعلنة ويشن علي قاسم، رئيس تحرير صحيفة الثورة السورية، هجوما حادا على السعودية، قائلا: لم تكن لائحة الاتهامات السعودية الملفقة لتبرير خطوتها الرعناء في قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران قادرة على إثارة ما يكفي من غبار للتغطية على جريمتها النكراء، ولا كافية لتصدير أزماتها أو للهروب إلى الأمام عبر الدفع بالمأزق القائم إلى موقع آخر ومكان آخر. و يضيف: القضية ليست في قطع علاقات من دونها، ولا هي في تحوير هنا أو هناك للوقائع، أو محاولة التغطية على الفشل، بقدر ما تعني رغبة في الذهاب بعيدا نحو إثارة عواصف إضافية من التصعيد السياسي وإيقاظ للفتنة لتكون على مقاس الأوهام التي تحكم أهواء آل سعود، أو وفق احتياجات الضغط النفسي الذي تواجهه نتيجة انسداد الأفق من جهة، وربما الخوف من القادم فتستعجل السعودية تأجيج النار في كل الاتجاهات علها تؤجل بعضاً مما بات حتمياً لبعض الوقت من جهة ثانية. وفي صحيفة السفير اللبنانية، يتهم محمد مرتضي الرياض بازدواجية المعايير في اعدامها للنمر وانتقاداتها لإيران، قائلا إن السعودية هي بلا شك أكثر الدول عنفا في الاحكام المتخذة بحق الناشطين. ويتساءل: إن من قُطع رأسه ليس الشيخ النمر، بل الحكمة التي ينبغي ان تكون ضالة المؤمن. وإذا قُطع رأس الحكمة فأي مصير ينتظر الأمة؟ أما صحيفة الديار اللبنانية، فتكتب فيها دوللي بشعلاني أن إعدام النمر كان بمثابة بداية الحرب المعلنة بين إيران وحزب الله من جانب، والسعودية وحلفائها داخل لبنان من جانب آخر. وتضيف الكاتبة: الانفجار هذه المرّة، لن يؤّدي إلى حلّ المشكلة، انطلاقاً من مقولة ’اشتدّي أزمة تنفرجي،‘ مطلقا، على ما تقول الأوساط نفسها، بل سيجعلها تكبر وتتسع، لأنه مدروس ومخطط له ويواكب التغييرات التي أرادها ’مشروع الشرق الأوسط الكبير‘ أو الجديد الأمريكي.
مشاركة :