الجوف من الأتريك إلى عاصمة الطاقة المتجددة

  • 9/22/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

اعتمد أهالي منطقة الجوف في بدايات توحيد المملكة على "الأتريك" مصدراً للنور والطاقة يكملون فيه حياتهم اليومية، بعد أن يخيم عليهم الظلام, فهو مصباح يشتعل بوقود الكيروسين (القاز) ليعطي نوراً وهاجاً، مكون من قاعدة معدنية على شكل شبه أسطواني مثبت عليها أسياخ مفتوحة من الأعلى تغطى بهيكل معدني على شكل تاج مع أسطوانة من الزجاج تُسقَط بين الأسياخ لمنع دخول الهواء، ويبرز من القاعدة عمود أسطواني صغير مثقوب الرأس يتحكم به ما يسمى بـ"البلف" يربط بالرأس ما يسمى بالفتيلة، ويشحن الأتريك بواسطة عمود معدني (الطرمبة) يُحرَّك حتى يمتلئ بالغاز فيتحول نور الأتاريك إلى إضاءة قوية، ويأتي على أشكال وأحجام مختلفة، منها: الجلاسي "القعادي" الذي يوضع على الأرض أو على قاعدة، والعلاقي الذي يعلق في سقف المكان أو الغرفة. كما يستعمل الأتريك العلاقي لإنارة الشوارع، حيث تعلق على جانب الزقاق وفي البرحات. وقد كان هناك من تخصص في صيانة هذه الأتاريك وتنظيفها وتعبئتها بالقاز وإنارتها وقت الغروب وإطفائها بعد الفجر. واليوم تعـد منطقة الجوف عاصمة للطاقة المتجددة في المملكة، إذ تحظى بأحد أبرز مشاريع رؤية المملكة 2030، وهو مشروع سكاكا للطاقة الشمسية, وحسب موقع رؤية 2030 هو أحد مشروعات الطاقة المتجددة التابعة لوزارة الطاقة، وأول مشروعات برنامج خادم الحرمين الشريفين للطاقة المتجددة. وتعمل المحطة على استخدام الطاقة الشمسية من خلال التكنولوجيا الكهروضوئية (PV) لتوليد الكهرباء, حيث ينفذ المشروع عبر القطاع الخاص عن طريق الإنتاج المستقل (IPP)، وسيكون شراء الطاقة التي سينتجها من خلال اتفاقية مع الشركة السعودية لشراء الطاقة لمدة تصل 25 عامًا. وتتكون المحطة من 1.2 مليون لوح شمسي، أقيمت على مساحة 6 كلم2، واختار وأمَّن تخصيص موقعها بعناية فريق فني سعودي متخصص؛ وذلك لتحقيق أعلى جودة ممكنة لإنتاج الطاقة الكهربائية. وقدّم المشروع تعرفة قياسية عالمية في قطاع الطاقة الشمسية الكهروضوئية بلغت 8.775 هللة / للكيلوواط في الساعة. ويهدف المشروع إلى المحافظة على البيئة من خلال تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري, والإسهام في إزاحة الوقود السائل, والإسهام في إيجاد مزيج الطاقة الأمثل, والإسهام في صياغة الاقتصاد الدائري للكربون. كما تحتضن منطقة الجوف مشروع محطة دومة الجندل لطاقة الرياح بسعة إجمالية قدرها (700) ميجاوات، وحسب موقع وزارة الطاقة تحقيق مشروع محطة دومة الجندل لطاقة الرياح رقماً قياسياً عالمياً أقل تكلفة لشراء الكهرباء المنتجة من طاقة الرياح في العالم.

مشاركة :