لا يزال الشباب يبدعون في مجال الحرف المهنية، ويقدمون منتجات تنافس المعروض في تصاميمها وجودتها وفكرتها المتميزة والمبدعة، وبينهم ماجد عبد الواحد الصياح مهندس صيانة الطائرات، الذي أبدع في مجال «الخراطة»، وكرّس وقته وجهده لتطوير مهارته، معتبراً أن الحرفة سلاح في مواجهة البطالة، ورافعة لثقافة العمل الحرفي في المجتمع. يقول ماجد: حرفة النجارة عالمها واسع، فيها الكثير من التقنيات الحرفية لتحويل أي قطعة خشبية إلى مفردة لها استخداماتها وأهميتها. وقد وجدت نفسي أكثر في فن «خراطة» الأخشاب، حيث يتم استخدام آلة المخرطة لتنفيذ تقنيات مختلفة، كالحفر والقطع أو التغير في الشكل والحجم، وتقنية «التخريش»، أي عمل خطوط مستقيمة أو مائلة ومتقاطعة على الخشب، حتى تظهر القطع أقرب لكونها تحفة فنية. مصادفة ويذكر أن بدايته مع حرفة «الخراطة» جاءت مصادفة بعدما شاهد إعلاناً لآلة الخراطة على وسائل التواصل الاجتماعي، ما دفعه إلى خوض تجربة العمل عليها بتنفيذ قطع صغيرة مثل الميداليات وقطع الشطرنج. ويضيف: عملت على تطوير نفسي شيئاً فشيئاً بالممارسة وتطبيق التعليمات من خلال مشاركتي في دورات عبر الإنترنت، تدرجت معها بأساسيات «الخراطة» حتى وصلت إلى مراحل متقدمة ومتخصصة. كما تعرفت على شباب يشاركون خبراتهم عبر مجموعة على «الواتساب» تضم أكثر من 120 محترفاً كان لهم الفضل في تعمقي في هذه الهواية واحترافها. أخبار ذات صلة الملك سلمان.. مسيرة إصلاحية وتنموية الإمارات والسعودية.. علاقات أخوية رصينة أشجار مهمَلة بشكل أساسي يعتمد الصياح في الأخشاب على الأشجار المحلية مثل الغاف، والسمر، والسدر، والشريش، والكينا، قائلاً: هذه الأخشاب عادة ما يتم استخدامها للشوي ومصيرها بالنهاية الحرق، فمن الأولى أن تعود بالفائدة علينا، ولاهتمامي بهذه الأشغال، أبحث عن الأشجار المقطوعة والمهمَلة، وأتبرع بإزالة التالف منها لأستفيد منها في حرفتي. مشغولات يبدع الصياح في إنتاج مشغولات خشبية أقرب إلى تحف فنية وقطع من الأكسسوار، منها المزهريات والشمعدانات والصناديق الخشبية. ويقوم بدمج مادة الأبوكسي مع الخشب لإضافة طابع عصري على القطع، وصناعة الأواني بأنواعها، مشيراً إلى أن أعماله التي يعتمد على صناعتها من الأخشاب المحلية، تتميز عن المعروض في الأسواق. وهو لا يكرر القطع، ما يجعلها متفردة. حلم للأجيال شارك صياح مع مجموعة من الشباب في «معرض دبي العالمي للأخشاب» بمركز دبي التجاري العالمي عامي 2021 و2022. ويحلم بتوفير جمعيات تهتم بمختلف أنواع الحرف لنشرها واستمرارها بين الأجيال.
مشاركة :