نخلة النارجيل.. ثروة قومية في ظفار العمانية

  • 9/23/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تشكل زراعة نخلة النارجيل والتي تعرف عالمياً باسم جوز الهند مصدر دخلٍ أساسي لكثير من الأسر المنتجة في سلطنة عمان، وتحديدًا في محافظة ظفار ذات المناخ شبه الاستوائي، إذ تنفرد السلطنة بزراعة النارجيل في محيطها الخليجيّ والعربيّ. محافظة ظفار، الواقعة جنوبيّ السلطنة والمطلة على بحر العرب، تتميّز بامتلاك رقعة زراعية كبيرة. وتحتل نخلة النارجيل، المرتبة الأولى من تلك المساحة، لتأتي بعدها نباتات أخرى مثل الموز والفافاي والليمون والمانجو والبيذام، إذ تعتمد هذه المحاصيل في نموها على المناخ المعتدل الذي يستمر طوال العام في هذه المنطقة. ويطلق أهل محافظة ظفار على الثمار الخضراء الغير ناضجة من النارجيل "مشلي" بينما يطلق على الثمار البنية الناضجة "كزاب" ** قيمة اقتصادية لا يُعرف على وجه التحديد متى بدأت زراعة نخيل النارجيل في ظفار، فهناك من يقول إنها تعود إلى ألف عام مضت أو أكثر من ذلك، غير أن الثابت هو ما تمثله الشجرة من قيمة تاريخية واقتصادية كبيرة للسكان والأيدي العاملة والاقتصاد المحلي في المنطقة. وانطلاقًا من قيمتها الاقتصادية والحرص على تعزيزها، وجّهت الحكومات السابقة بزراعة أكثر من 100 ألف شجرة، إضافة إلى الأشجار الموجودة. وبذلك أصبحت هذه الزراعة أحد روافد الدخل المستدامة التي تعتمد كلية على الإنتاج المحلي بداية من زراعتها وحتى تصدير ثمارها، حيث يبلغ إنتاج السلطنة سنويًا من محصول النارجيل حوالي 7 آلاف طن. ** فوائد علاجية وغذائية يطلق البعض على نخلة النارجيل "شجرة الحياة"، لتعدد فوائدها الغذائية والعلاجية والتجميلية. فهذه الشجرة تعتبر أحد المصادر الأساسية للزيوت النباتية، ويستفاد منها في استخلاص الزيت والزبدة وصناعة أنواع مختلفة من الحلويات ومستحضرات التجميل. إضافة إلى ذلك، تتم صناعة الحبال والخيوط والأسرّة وأدوات التنظيف وإنتاج الأخشاب والأثاث من شجرة النارجيل. كما يُستفاد من مخلّفات الثمار والأوراق في إنتاج منتجات حرفية أو علائق علفية للحيوانات (مواد علف – أكساب – نواتج ثانوية – مركزات أعلاف – إضافات أعلاف...). وعندما تكون ثمار النارجيل في مرحلة النضوج التام، يمكن شرب مائها الذي يعتبر من المشروبات المحببة في السلطنة وغيرها من البلدان الأخرى، وهو من السوائل المستخدمة لعلاج بعض أمراض الكلى والمعدة والجلد. ** عنصر جذب سياحي منظر الآلاف من نخيل النارجيل يضفي على المحافظة مشهدًا طبيعيًا خلابًا، تأسر السياح المحليين والأجانب. وإلى جانب المناظر الطبيعية المذهلة، لا يمكن للسائح أن يفوّت الاستمتاع بتناول ثمرة النارجيل، حيث تشكل بحدّ ذاتها عنصر جذبٍ لتجربة لا يمكن اختبارها في أي مكان. ويمكن استهلاك ثمار النارجيل طازجة عبر شرب مائها ذي المذاق الحلو وتناول اللب الداخلي للثمرة، الذي يُعد عنصرًا غذائيًا مهمًّا لسكان ظفار منذ وقت طويل. ** اهتمام حكومي بتنمية القطاع تشير التقديرات إلى وجود أكثر من 150 ألف شجرة نارجيل في سهول ظفار، حيث تتميز الشجرة بالقدرة على العيش في المناخ الساحلي الرطب. ومن المعروف أن الأصناف الطويلة من النارجيل تثمر بعد 6 إلى 7 سنوات من زراعتها، بينما تبدأ الأصناف القصيرة بالإعطاء الثمار بعد 3 إلى 5 سنوات. وتصل الثمار إلى حجمها الكامل خلال 6 إلى 7 أشهر، ويكون ماؤها خلال هذه المرحلة صالحًا للشرب، بينما تصل الثمار إلى مرحلة النضج الكامل بعد ذلك بمدة 6 أشهر أخرى. وضمن مساعي تطوير هذا القطاع وتحسين مردوده، تبذل الحكومة العمانية جهودًا كبيرة لتطوير محصول جوز الهند في المحافظة، وذلك من خلال توسيع القاعدة الوراثية له عبر إدخال أصناف جديدة وتحسين العمليات الزراعية. وشملت الجهود إجراء عدة دراسات بحثية خلال السنوات الماضية لتحسين الحزم الفلاحية لهذا المحصول، من خلال إجراء دراسات لمعرفة الاحتياجات المائية والسمادية لهذا المحصول، وتم الخروج بعدد من التوصيات في هذا الجانب. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :