نظم منتدى بلومبيرج للأسواق الناشئة مائدة مستديرة تحت عنوان "مصر: الآفاق الاقتصادية والاستثمارية"، بحضور الدكتور محمد معيط وزير المالية والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، وذلك على هامش أعمال الدورة الـ 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك. وسلطت الدكتور هالة السعيد خلال كلمتها الضوء على الأداء الاقتصادي لمصر في الآونة الأخيرة، العوامل التي تميز مصر كواجهة استثمارية واعدة وبوابة لإفريقيا وأوروبا، وكذا فرص صندوق مصر السيادي والذراع الاستثماري للحكومة، فضلًا عن توقعات النمو الاقتصادي خلال العام المالي 2022/2023. وأشارت السعيد إلى نمو الاقتصاد المصري بنسبة 6.6٪ في العام المالي 2022/2021، مقابل 3.3٪ في العام الماضي، مؤكده نمو الاقتصاد بشكل أسرع من المتوقع، وهو أعلى معدل نمو منذ عام 2008. وتابعت السعيد أن الحكومة المصرية تتوقع نمو إجمالي الناتج المحلي بنسبة 5.5٪ في العام المالي 2022-2023، مع استقرار معدل البطالة عند 7.2٪ خلال الربع الأخير من عام 2022/2021. وأشارت السعيد إلى سعى الحكومة المصرية إلى الاستثمار بكثافة في البنية التحتية مثل الطاقة والنقل وشبكة الطرق، بالإضافة إلى إصلاح مؤسسي وتشريعي، كما لفتت السعيد إلى عددٍ من المشروعات الكبرى التي قامت بها الدولة المصرية في هدة مجالات مشيرة إلى مشروع بنبان وجبل الزيت في مجال الطاقة المتجددة، ومشروعات النقل الذكي، ومشروعات إدارة المياه والنفايات، وغيرها، موضحه أن كل تلك الاستثمارات تهدف في المقام الأول إلى تمهيد الطريق للقطاع الخاص ليكن له دور أكبر في الاقتصاد المصري ويساهم بشكل أكبر في جهود التنمية. وأكدت السعيد أن الحكومة المصرية تعطي الأولوية لتعزيز دور القطاع الخاص في الاقتصاد المصري، باعتبار ذلك حجر أساس لتحفيز النمو المستدام والشامل، موضحه أنه سيتم التركيز في الفترة المقبلة على توجيه الاستثمارات طويلة الأجل في القطاعات الرئيسية مثل الطاقة المتجددة وتحلية المياه والصحة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والصناعات الزراعية. وتابعت السعيد أن الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر بدأ في الانتعاش بشكل ملحوظ بعد الجائحة حيث بلغ الاستثمار الأجنبي المباشر في 2020/2021 نحو 5.2 مليار ومن المتوقع مضاعفته في العام المالي 2021/2022. وأوضحت السعيد أن مصر تتمتع بميزة جغرافية كونها قريبة نسبيًا من أوروبا، مما يوفر فرصًا لشراكات معززة في جميع المجالات وخاصة ما يتعلق بمجال الطاقة، فضلًا عن اعتبارها بوابة إلى إفريقيا، فضلًا عن وجود سوق كبير للعمالة، يتجلى في عدد سكان يزيد عن 100 مليون نسمة. وأكدت السعيد أن مصر أصبحت في وضع يمكنها من أن تصبح مركزًا عالميًا للنقل البحري، فضلًا عن كونها مركزًا صناعيًا ولوجستيًا، من خلال تنفيذ مجموعة متنوعة من المشروعات الاستراتيجية لتحسين البنية التحتية، مضيفه أنه على مستوى السياسات، فإن مصر تتمتع بشراكات تجارية قوية مع قيامها بالعديد من اتفاقيات التجارة الحرة. كما استعرضت السعيد الجهود التي بذلتها الحكومة المصرية فيما يخص برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي ساهم في استقرار الاقتصاد الكلي مصحوبًا ببيئة أعمال أكثر ملاءمة، وكذا البرنامج الوطني للإصلاح الهيكلي، مع التركيز على زيادة القدرة الإنتاجية والقدرة التنافسية للاقتصاد بالإضافة إلى تعزيز مرونته. كما أشارت السعيد إلى طرح الحكومة مسودة وثيقة "سياسة ملكية الدولة"، والتي تحدد ثلاثة اتجاهات لمشاركة الدولة في القطاعات والنشاط الاقتصادي، كما لفتت السعيد إلى صندوق مصر السيادى، الذراع الاستثماري للحكومة، والمشروعات التي شارك بها الصندوق، فضلًا عن إنشاء 4 صناديق فرعية للصندوق السيادي. وأوضحت السعيد أن الدولة تركز حاليًا على تعزيز مصادر العملة الأجنبية في مصر، إلى جانب العمل مع القطاع الخاص لزيادة الصادرات وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر وزيادة عائدات السياحة.
مشاركة :