أعلنت برلين استعدادها لاستقبال الروس الفارين من التجنيد في بلادهم بعد إعلان موسكو "التعبئة الجزئية"، لكنها أكدت أنها تسعى إلى "حل أوروبي قابل للتطبيق"، مع التأكيد بأن الحصول على اللجوء ليس عملية تلقائية.. بعد إعلان بوتين التعبئة الجزئية، زادت حركة المرور على المعابر الحدودية مع فنلندا وجورجيا مع نفاد تذاكر الطيران أكدت الحكومة الألمانية استعدادها لاستقبال الفارين من التجنيد في الجيش الروسي بعد إعلان موسكو التعبئة الجزئية ، لكنها شددت على سعيها إلى التوصل لتنسيق أوروبي مشترك خلال الأسابيع المقبلة للتعامل مع الرافضين للانضمام للحرب من الروس. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبشترايت اليوم الجمعة (23 أيلول/سبتمبر 2022) في برلين إن محاولة العديد من الرجال الروس التهرب من الخدمة العسكرية في أوكرانيا بعد إعلان "التعبئة الجزئية" يوم الأربعاء الماضي تعتبر "علامة جيدة"، موضحًا أن الأمر يتعلق الآن بإيجاد "حل قابل للتطبيق" مع دول الاتحاد الأوروبي الأخرى. وذكر المتحدث أنه في هذه الحالة الخاصة، لا يكفي مجرد الإشارة إلى أن أي شخص من هؤلاء يتمكن من دخول الاتحاد الأوروبي يمكنه التقدم بطلب للحصول على اللجوء. وأكد هيبشترايت أنه سيُجرى التحقق من دوافع كل حالة على حدة قبل قبوله، لأنه يجب التأكد من أن الشخص الذي سيُجرى قبوله ليس شخصًا ينتقل إلى أوروبا بتكليف من سلطة الدولة الروسية. من جهتها قالت وزيرة الداخلية نانسي فيزر بحسب مقتطفات من مقابلة مع صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" إن "الفارين من الجيش المهددين بالقمع، يمكنهم الحصول على حماية دولية في ألمانيا". وذكّرت وزيرة الداخلية بأن الحصول على اللجوء السياسي ليس عملية تلقائية، بل هو مرتبط بقرارات فردية. من جانبه كتب وزير العدل ماركو بوشمان في تغريدة أرفقها بوسم "تعبئة جزئية" أن "العديد من الأشخاص على ما يبدو يغادرون وطنهم . كل من يكره مسار بوتين ويحب الديموقراطية الليبرالية مرحب به في ألمانيا". وحتى الآن لا توجد في ألمانيا أو على مستوى الاتحاد الأوروبي خطط لبرنامج استقبال خاص أو ما يسمى بالتأشيرات الإنسانية للروس الرافضين للتجنيد العسكري. وبحسب وزارة الداخلية الألمانية، استقبلت ألمانيا حتى الآن 438 شخصًا من روسيا من خلال برنامج مصمم لتوفير الحماية للمعارضين والصحفيين والعلماء المعرضين للخطر بشكل خاص. وقال المتحدث باسم الداخلية الألمانية، ماكسيميليان كال، إن آلية اتخاذ القرارات لدى المكتب الاتحادي لشؤون الهجرة واللاجئين المتعلقة بطالبي اللجوء من روسيا قد تغيرت بالفعل في نيسان/أبريل بطريقة تجعل "رفض الانضمام للخدمة العسكرية سببًا لطلب الحماية في العادة". وغادر عشرات آلاف الروس بلادهم منذ بدء غزو أوكرانيا في 24 شباط/فبراير الفائت، في ظاهرة يبدو أنها تتسع منذ أعلن الرئيس فلاديمير بوتين الاربعاء تعبئة جزئية لعناصر الاحتياط . وبعد إعلان بوتين أول تعبئة جزئية تشهدها بلاده منذ الحرب العالمية الثانية، زادت حركة المرور على المعابر الحدودية مع فنلندا وجورجيا كما قفزت أسعار تذاكر رحلات الطيران المغادرة من موسكو، مع نفاد تذاكر معظم الرحلات للأيام المقبلة. ووفق تطبيق "غوغل تراندز" الذي يتعقب اتجاهات البحث على غوغل، فإن وتيرة البحث عن "مغادرة روسيا" زادت قرابة 100 مرة بعد إعلان التعبئة صباح الأربعاء. لكن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اعتبر الخميس أن التقارير عن نزوح جماعي للروس "مبالغ فيها إلى حد كبير". غير أن الرحلات الجوية من روسيا، والتي باتت محدودة للغاية ومكلفة منذ فرض العقوبات الغربية في أعقاب غزو أوكرانيا، لاتزال محجوزة بالكامل في الأيام المقبلة لكل الوجهات التي لا تزال متاحة تقريبًا. م.ع.ح/ع.ج.م (د ب أ ، أ ف ب)
مشاركة :