أنقرة - ستتولى تركيا وفق ما أعلن مصدر من وزارة الداخلية التركية، مساعدة قطر أمنيا في تأمين الملاعب والفنادق خلال فعاليات مونديال 2022 التي تستضيفها الدوحة التي لا تملك خبرة في التعامل مع مثل هذه الفعاليات الضخمة من الناحية الأمنية. وبحسب المصدر ذاته سترسل أنقرة أكثر من ثلاثة آلاف فرد من شرطة مكافحة الشغب إلى قطر في عملية أمنية يتحمل مستضيفو البطولة تكلفتها ولكنها تجري تحت قيادة تركية، في الوقت الذي تواجه فيه قوات مكافحة الشغب التركية وغيرها من عناصر الأمن انتقادات دولية واتهامات بانتهاك حقوق الإنسان خلال التعامل مع الاحتجاجات التي تشهدها تركيا من حين إلى آخر. ويبلغ عدد سكان قطر أقل من ثلاثة ملايين نسمة، 380 ألفا منهم فقط مواطنون قطريون. وتواجه البلاد نقصا في عدد العاملين بينما تستعد للبطولة التي ستستمر منافساتها على مدار شهر. واستعانت قطر بحليفتها الإقليمية الأوثق تركيا لتأمين البطولة التي من المتوقع أن تجتذب 1.2 مليون زائر للبلاد،وهو عدد غير مسبوق للدولة الخليجية الصغيرة والغنية. وقال المصدر التركي "خلال البطولة، سيتلقى أفراد الشرطة التركية الأوامر فقط من قادتهم الأتراك الذين يخدمون بشكل مؤقت في قطر... ولن يكون بمقدور الجانب القطري أن يعطي أوامر مباشرة للشرطة التركية"، مضيفا "جميع نفقات القوة التي سيتم نشرها... ستتحملها دولة قطر". ولم يحدد المصدر من سيكون على رأس عملية الإشراف على العملية الأمنية التركية التي ستغطي الملاعب الثمانية التي ستقام عليها المباريات والفنادق التي ستقيم بها الفرق الوطنية المشاركة في البطولة وعددها 32. كما تنص اتفاقية البروتوكول على قيام تركيا بإرسال مسؤولين كبار لقيادة فرق الشرطة و"عدد من الأفراد من أجل التنسيق"، فضلا عن "منسق عام" واحد. قد لا تكون تركيا الدولة الوحيدة التي تقدم الدعم، فقد وافق مجلس الوزراء الباكستاني الشهر الماضي على مشروع اتفاق يسمح للحكومة بإرسال قوات أمن إلى البطولة. ولم يذكر عدد الأفراد الذين سيتم إرسالهم. ولم تعلن أي من الدولتين التوصل إلى اتفاق نهائي. ولم يكشف منظمو كأس العالم في قطر، اللجنة العليا للمشاريع والإرث، على أي تفاصيل تتعلق بتأمين دول أجنبية أمن المونديال. وليس لدى قطر، وهي أول دولة في الشرق الأوسط وأصغر دولة تستضيف كأس العالم، خبرة سابقة في استضافة أحداث دولية بهذا الحجم. وتستقبل تركيا عشرات الملايين من السياح سنويا واستضافت قمة قادة مجموعة العشرين وسباقات فورمولا 1 للسيارات وكأس السوبر الأوروبية في السنوات القليلة الماضية، لكن قواتها الأمنية واجهت أيضا انتقادات بسبب قمع الاحتجاجات السياسية. واعتقلت السلطات حوالي 600 شخص العام الماضي خلال مظاهرات طلابية بدأت في إحدى جامعات إسطنبول. وقالت إن المحتجين انتهكوا قواعد الحظر المفروض على تنظيم المظاهرات بسبب جائحة كوفيد-19. وذكرت وسائل إعلام تركية في مايو/آيار الماضي أن الشرطة في مدينة ديار بكر بجنوب شرق البلاد استخدمت خراطيم المياه ورذاذ الفلفل ضد المشجعين الذين ألقوا ألعابا نارية على الشرطة. وقال المصدر التركي إن قوات الشرطة التركية التي ستسافر إلى قطر تتعلم اللغة الإنكليزية وتلقت إرشادات حول ما هو متوقع أن تواجه عند وصولها إلى الدولة الخليجية. وأوضح المصدر أن تركيا تدرب أيضا قرابة 800 قطري على أمور تتراوح من "السلامة الرياضية" إلى "التدخل في المناسبات الاجتماعية". ووقفت أنقرة التي لديها قاعدة عسكرية في قطر، إلى جانب حليفتها عندما قاطعتها السعودية والإمارات في عام 2017 وقطعتا جميع العلاقات الدبلوماسية وروابط النقل معها في نزاع حول مزاعم بأنها تدعم الإرهاب وتتقرب من إيران. وأعادت دول الخليج العلاقات العام الماضي وتحركت تركيا أيضا لتحسين العلاقات مع السعودية والإمارات. وأجرت قطر في الفترة الماضية اختبارات لنقل مشجعين مفترضين بين ملاعبها الثمانية، بينما تستعد لاستقبال أعداد ضخمة وتحاول تفادي وقوع أي إشكالات لوجستية أو أمنية. وسبق لها ان نظمت فعاليات رياضية ناجحة، لكن حدث المونديال يطرح تحديات اكبر من الناحية الأمنية واللوجستية. وقد تستفيد دول الجوار الإقليمي القريبة من قطر من الفعالية الرياضة الضخمة لجهة استقبال أعداد كبيرة من الجماهير الرياضية في فنادقها، وستكون الإمارات واحدة من الدول التي سيتوافد عليها زوار قطر خلال المونديال.
مشاركة :