الاعتداءات الإيرانية على السفارة السعودية

  • 1/6/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

إن سكوت الدول العربية عن الغطرسة الإيرانية بالمنطقة هو الذي دفعها للاستمرار بالتدخل في شؤون الدول والترويج لمشروعها الصفوي القديم بشعار تصدير الثورة!! فالدول العربية شاهدت وبأم عينها التدخل الإيراني السافر في الشأن العراقي منذ عام 2003م حتى استبيح العراق وأصبح أبناؤه يرطنون الأعجمية، ويتداولون التومان الإيراني، ويطلقون الأسماء الفارسية على شوارع العاصمة بغداد، وجاء التدخل الإيراني في الشأن السوري لإراقة الدماء العربية على أيدي الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني حتى تحولت أرض الشام إلى مرتع الجماعات الإرهابية، وقد تغاضت الدول العربية عن الممارسات الإيرانية حتى أدخلت أنفها في الشأن اليمني بدعم ومساندة جماعة الحوثي في وجه الشرعية المتمثلة في عبدربه منصور هادي، وها هو اليمن يعاني الأمرين اليوم. ولم تتوقف تدخلات إيران السافرة في تلك الدول بل سبقتها باحتلال الجزر الإماراتية الثالث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى) وتتحرش بالبحرين منذ عام 2011م بدعم الجماعات الإرهابية وحتى يومنا هذا، والمؤسف أنها لم تحكم العقل ولم تحترم القانون الدولي وحسن الجوار، فقد استمرت في مشروعها التوسعي بالتدخل في شؤون الدول، وها هي اليوم تتحرك بمجموعة من الغوغائيين للاعتداء على السفارة والقنصلية السعودية نهباً وحرقاً إثر تنفيذ حكم الإعدام على سبع وأربعين إرهابياً من بينهم نمر النمر!. لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تعتدي فيها إيران على السفارة السعودية، ففي عام 1987م تم احتلال السفارة السعودية في طهران إثر أحداث مكة، فقد هاجم آلاف الإيرانيين السفارة واعتدوا على من فيها من دبلوماسيين وموظفين بالإضافة إلى الإضرار بالمبنى، وجاءت الحادثة الثانية عام 2011م حين هاجم أشخاص القنصلية بالحجارة بمدينة مشهد بسبب أحداث البحرين، بل وتم إحباط محاولة اغتيال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير (كان سفيراً للسعودية بالولايات المتحدة الامريكية حينها) والمتهم فيها إيران. لم يشفع تصريح الرئيس الإيراني حسن روحاني في إيقاف الاعتداء على سفارة المملكة العربية السعودية، فقد أكد في تصريحه على أن (اقتحام السفارة السعودية في طهران ليس له مبرر)، ففي أجواء تحريضية وغياب الأمن مارس الغوغائيون دورهم المرسوم للإساءة للبعثة الدبلوماسية، فقد تم حرق أجزاء من السفارة السعودية في مدينة طهران بعد يوم واحد من اقتحامها والعبث بمحتوياتها، وتم التعدي على القنصلية في مدينة مشهد من قبل الباسيج، والذي يمثل انتهاكاً صارخاً للمواثيق والأعراف الدولية، فإيران تاريخها يشهد على تلك الاعتداءات ولربما الحاجة للتذكير باحتلال السفارة الامريكية في 4 نوفمبر 1979م لفهم العقلية الإيرانية، وقد طالب الرئيس روحاني بمعاقبة المتسببين حين قال: يجب (معاقبة المتشددين الذين اقتحموا مقر السفارة السعودية وأشعلوا فيه النيران). لقد جاء الاستنكار الخليجي والعربي والدولي للجريمة البشعة التي قام بها الغوغائيون تحت أعين النظام الإيراني، فما قامت به السعودية من تنفيذ للأحكام القضائية في حق الإرهابيين يأتي ضمن الجهود التي تبذلها لمكافحة الإرهاب الذي يضرب المنطقة، فليس من حق طرف التعليق على الأحكام القضائية للدول كما جاء عن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. إن الاعتداء على السفارات والقنصليات يعد مخالفاً للمواثيق والأعراف الدولية ولاتفاق فينا عام 1961م، والذي يكفل أمن وحماية البعثات الدبلوماسية، وما كان لهم أن يقوموا بتلك الأعمال الإجرامية لولا خطابات التحريض الصادرة من السلطة العليا، وهي خطابات ممنهجة ضد الدولة (السعودية) التي تعتبر من أكثر الدول تأثيراً في السياسات الخارجية، وتقف في وجه الجماعات الإرهابية، وتقود اليوم تحالفين إقليميين لمواجهة الإرهاب، الأول التحالف العربي لعودة الشرعية في اليمن، والثاني التحالف الإسلامي في مواجهة الإرهاب. المؤسف أن التعدي على السفارة والقنصلية السعودية يأتي من الدولة الراعية للإرهاب، لذا يجب على الدول العربية والإسلامية اليوم أن يكون لها موقف مع نظام يدعم الإرهاب ويحرض على العنف والتخريب، ويتدخل في شؤون الدول، فقطع العلاقات العربية مع إيران هو السبيل الوحيد لتجفيف منابع الإرهاب الدولي!!.

مشاركة :