إخوان لنا يكابدون عناء الفقر والمسغبة.. والقتل والتشريد.. أنهكهم الجوع.. وذبحهم البرد.. أوصانا بهم الرسول صلوات الله وسلامه عليه قائلاً إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم.. تركناهم عُزَّلاً يواجهون عدواً ممسوخاً.. يمتلئ قلبه حقداً وغيظاً علينا جميعاً.. يتلذذ بقتل الأطفال قبل الشيوخ.. صنع بهم ما لم يصنعه الصهاينة في فلسطين!! وإخوان آخرون من نسل أنصار المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، الذين قال فيهم لولا الهجرةُ لكنت امْرأ من الأنصار، ولو سلك الناس وادياً وشِعباً لسلكت وَاديَ الأنصَارِ وشِعْبَها، الأنصار شِعار، والناس دِثار، إِنكم سَتَلْقَونَ بعدي أَثَرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض. إنهم إخوتنا وجيراننا من أهل اليمن، ممن تركنا الفقر والفاقة والمرض ينخر في أجسادهم.. خذلناهم جميعاً.. ورسولنا صلوات الله وسلامه عليه يقول: الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ. خذلناهم جميعاً.. ونحن نقرأ منذ نعومة أظفارنا قول المولى عز وجل {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}. يا حكام الخليج.. ويا شعوبها.. إني منذركم قول نبينا صلى الله عليه وسلم: مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا عِنْدَ مَوْطِنٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ.. فوالله إني أرى طقوس الفتنة والمِحَن والشدائد تحوم حولنا، وتوشك أن تقع في ديارنا.. فهل أنتم منتهون عن هذا التخاذل والصمت والهوان؟!! يا شعوب الخليج.. أين إسلامكم ونجدتكم لهم؟.. فدينهم من دينكم.. وعرضهم من عرضكم.. ودماؤهم من دمائكم.. أقصى ما يمكن أن يقوم به معظمنا في الخليج، دعماً ومساندة لأهلنا في تلك الشعوب، مجرد تمرير رسالة جوال لدعمهم.. وهو يستمتع بألذ مَطْعَمٍ ومَشْرَبٍ.. أو تقديم بضعة ريالات أو دراهم، وهو للتو قادم من وليمة دفع فيها الآلاف، جُلُّها في الزبالة!!.. يحدث ذلك إلاّ ما شاء الله. ما هذا الخزي والعار؟!!.. ألا تخجلون من أنفسكم وأنتم تشاهدون كيف تكالب عليهم أعداء الأمة حُمْرُ الوجوه وصُفْرها.. فُطْسِ الأُنُوفِ وطُوالها!!.. بخبثهم ومكرهم ونفاقهم.. ألا تتعظون من تتداعي الأمم من كل حدب وصوب، بمنظماتها وهيئاتها الدولية، على خذلان أهلنا في سوريا.. وعلى أعمال الخراب والدمار من حولنا بصبغة طائفية نتنة!! ألا تُنصتون لمجاعة أهل اليمن، وما يحصل في دماج من حصار وتشريد وتصفية طائفية؟!! ألهذه الدرجة وصل بكم الخذلان والمهانة والوضاعة؟!! أَعينوهم بما تستطيعون وأنتم في سعة وخير ورغد.. ابحثوا عن الجمعيات والجهات الموثوقة للتبرع، وقدموا لهم ما استطعتم من مال ودعم.. جودوا بما تملكون بكرم وسخاء طلباً لرضا الله عز وجل. اللهمَّ عجِّل لمنفقٍ خلفًا، وعجِّل لممسِكٍ تلفًا.. لا تبخلوا عليهم فيأتي يوم يُبْخَل عليكم!!.. انصروهم كي تُنصرون.. وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ، إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ. على كل، ليسوا أولئك فقط من خذلناهم بل لنا إخوان آخرون في العراق والصومال وأفغانستان وفلسطين.. والقائمة تطول، يوشك أن نكون جزءاً منها!! وأذكركم قبل أن أغادركم.. انصروهم وأنتم تتمرغون في رغد العيش.. وقبل أن يبتليكم الله فتعودوا كما كنتم حفاة عراة.. عالة مشردين.. يتخطفكم الفقر والجوع.. ولات ساعة مندم!!
مشاركة :