فتح الادعاء العام في إسبانيا تحقيقاً بالاهانات العنصرية التي طالت البرازيلي فينيسيوس جونيور قبل وخلال مباراة دربي العاصمة بين فريقه ريال ومضيفه أتلتيكو في الدوري المحلي لكرة القدم، وفق ما أفاد الجمعة. وفُتِحَ التحقيق بعد شكوى من منظمة مناهضة للعنصرية بشأن الإهانات العنصرية التي وجهتها مجموعة من مشجعي أتلتيكو لفينيسيوس. وأطلقت بعض المجموعات من مشجعي أتلتيكو هتافات «أنت قرد فينيسيوس، أنت قرد» قبل وأثناء المباراة التي فاز بها ريال على جاره اللدود 2-1 الأحد الماضي على ملعب «واندا متروبوليتانو». ورمى مشجعو أتلتيكو فينيسيوس ومواطنه رودريغو بالمقذوفات، بينها ولاعات، خلال احتفالهما بالتسجيل في مرمى فريق المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني. وجاء في البيان الجمعة «فتح الادعاء العام في مدريد تحقيقاً في الهتافات ذات الطابع العنصري التي سمعت داخل وخارج ملعب أتلتيكو مدريد ضد أحد لاعبي ريال مدريد خلال مباراة الأحد 18 سبتمبر». وأضاف أن «الادعاء العام طلب من الشرطة تحليل تسجيلات هذه الأحداث من أجل تحديد الأشخاص الذين أطلقوا هذه الإهانات العنصرية لمعرفة ما إذا كانت لهم أي علاقة بجماعات عنيفة أو متطرفة». كما طُلِبَ من الشرطة التحقيق في ما إذا كانت الهتافات تكررت داخل الملعب، فيما حض الادعاء العام موظفي الأمن في أتلتيكو على تسليم أي معلومات «يمكن أن تساعد في توضيح ما حدث». وبعدما أدان رئيس الوزراء الإسباني بدرو سانشيس الثلاثاء سكوت أتلتيكو، الفريق الذي يشجعه شخصياً، وعدم اتخاذه موقفاً ضد الهتافات العنصرية التي أطلقها جمهوره، أصدر النادي بياناً شجب فيه ما حصل، قائلاً «أتلتيكو مدريد يدين الهتافات غير المقبولة التي أطلقتها أقلية من المشجعين خارج الملعب قبل الدربي». وشدد «لا يمكن لعدد قليل أن يلطخوا صورة الآلاف والآلاف من مشجعي أتلتيكو الذين يدعمون فريقهم بشغف واحترام للخصم»، مضيفاً «إن الألم الذي تشعر به عائلة روخيبلانكو لما حدث هائل. لا يمكننا السماح لقاعدة مشجعينا أن تكون على علاقة بهذا النوع من السلوك والتشكيك في قيمنا بسبب أقلية لا تمثلنا». وتابع «قرارنا ثابت وواضح، ولن نتوقف حتى يتم طردهم من عائلة روخيبلانكو، لأنه لا يمكنهم أن يكونوا جزءاً منها». ولم يكن ما حصل في مباراة الأحد سوى استكمال للشرارة التي بدأها رئيس رابطة وكلاء اللاعبين في إسبانيا بدرو برافو حين قال أمام ملايين المشاهدين إن على فينيسيوس التوقف «عن التصرف كقرد» في طريقة رقصاته الاحتفالية بالأهداف. واعتذر برافو بعد ذلك، قائلاً إنه استخدم عبارة لم يقصد بها أي دلالات عنصرية، بل إنها تستخدم بشكل شائع في إسبانيا بمعنى «التصرف كالأحمق» أو «العبث». كما انتقد رئيس بلدية العاصمة مدريد خوسيه لويس مارتينيس ألميدا الذي هو ايضاً من مشجعي أتلتيكو، الجمهور الذي أطلق هذه الهتافات بحق فينيسيوس، قائلاً «لا مكان لهم، ليس فقط في حدث رياضي، لكن في أي مجال من مجالات الحياة». وعبّرت أسماء كبيرة في كرة القدم البرازيلية، على غرار الأسطورة بيليه ونيمار، عن سخطها حيال تصريحات برافو، فيما قال ريال مدريد إنه يرفض «كل أنواع العنصرية وكراهية الأجانب» و«سيتخذ إجراءات قانونية».
مشاركة :