عندما حسما قرارهما بالهجرة عبر البحر مع أسرتيهما الصغيرتين، لم يتخيل مصطفى ميستو ووسام التلاوي وغيرهما أن الموت سيكون لهم بالمرصاد. جلّ ما حلم به سائق سيارة الأجرة، مصطفى ميستو، وهو يغادر لبنان، أن يطعم أطفاله ويعلمهم. ومصطفى هو أحد ضحايا قارب الموت الذين عثرت عليهم السلطات السورية الخميس، بعد غرق مركبهم الذي انطلق من شمال لبنان وعلى متنه عشرات المهاجرين. في باب الرمل، أحد أحياء مدينة طرابلس في شمال لبنان، تبكي العائلة مصابها، بعدما تبلغت أن مصطفى قضى غرقاً مع أطفاله الثلاثة بينما نجت زوجته. يقول أحد أقارب مصطفى: «لم يذهب في نزهة إلى الخارج أو لقضاء إجازة نهاية الأسبوع. لم يكن حلمه الحصول على جنسية أخرى بل أن يسجل أولاده في مدرسة ويطعمهم». عثر على جثث 77 شخصاً على الأقل حتى الآن، وأنقذ عشرون آخرون، فيما لا يزال آخرون في عداد المفقودين. غادر مصطفى مع عائلته، بعدما دفع مبلغاً يتراوح بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف دولار أميركي مقابل كل شخص لمهربين، كما يروي أحد أفراد عائلته. وجمع المبلغ المطلوب بعدما باع سيارته واستدان مالاً من إخوته وباعت والدته مصاغها. وسام التلاوي يتلقى العلاج في مستشفى طرطوس وسام التلاوي يتلقى العلاج في مستشفى طرطوس بدوره، غادر وسام التلاوي مع زوجته وأطفالهما الأربعة على متن المركب، لتتبلغ العائلة نجاته، بينما توفيت ابنتاه (خمس وتسع سنوات) ولا تزال زوجته مع طفلين آخرين في عداد المفقودين. وتسلمت العائلة، وفق أحمد، شقيق وسام، جثة الطفلتين وجرى تشييعهما في مسقط رأسيهما في منطقة عكار (شمال). أطفال وسام التلاوي أطفال وسام التلاوي ويتلقى وسام العلاج حالياً في مشفى الباسل في مدينة طرطوس، مع 19 شخصاً آخرين ممن تم إنقاذهم من البحر. ويقول أحمد «استيقظنا الخميس ولم نجد شقيقي، العامل في شركة تنظيفات». ويضيف «لم يقو على تأمين قوت يومه وتعليم أطفاله».
مشاركة :