دبي في 24 سبتمبر / وام / استضافت مكتبة محمد بن راشد، بالتعاون مع الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات، وأكاديمية نسيج، ملتقى بعنوان «نحو دور فعال للمكتبات العامة في خدمة المجتمع» لتسليط الضوء على الدور المستقبلي الفعال للمكتبات العامة وكيفية الاستفادة من التقنيات الحديثة لتعزيز هذا الدور. وشارك في الملتقى عدد من المتحدثين والمتخصصين في قطاع المكتبات شملت: أ.د حسن عواد السريحي رئيس الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات، وأ.د عماد عيسى صالح نائب رئيس الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات، وأيوب خان، رئيس الخدمات الثقافية والمكتبات بمجلس مقاطعة ووركشاير في المملكة المتحدة. وقال إبراهيم أحمد الهاشمي، عضو مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، ان المكتبات العامة شهدت تطوراً كبيراً، وانتقلت من مفهومها التقليدي إلى رؤية أوسع وأعمق تماشياً مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، معتمدة على أحدث التقنيات لتواكب وتناسب كافة فئات المجتمع وتوفر لهم أفضل سبل الراحة الممكنة، مشكلةً ملتقى ثقافياً شاملاً وعنصراً رئيسياً وفاعلاً في التحول نحو اقتصاد المعرفة. وأضاف «الهاشمي»، «لم تكن الإمارات العربية المتحدة بعيدة عن هذا التطور، حيث رسمت القيادة الرشيدة منذ اللحظات الأولى لتأسيس مكتبة محمد بن راشد، ملامح الجيل القادم من المكتبات محلياً وإقليمياً وعالمياً من خلال الاعتماد على أحدث تكنولوجيا المكتبات العالمية والذكاء الاصطناعي، كما وضعنا على رأس أولويتنا تعزيز وبناء الشراكات الثقافية والاستراتيجية، واستضافة وتنظيم كافة الفعاليات والمنتديات والملتقيات لنسهم بفاعلية في رؤية الخمسين عاماً المقبلة ورؤية إمارة دبي لتصبح المدينة الأذكى والأسعد على مستوى العالم. وأردف، أن مكتبة محمد بن راشد، تسعى دائما لتكون سباقة في دعم المبادرات والفعاليات وخلق قنوات مميزة للتبادل المعرفي في كافة المجالات والتخصصات، من خلال الانفتاح على الهيئات والمؤسسات المتخصصة، والاستفادة من أفضل الممارسات المحلية والإقليمية والعالمية، وتقديم أفكار ريادية تعزز الدور الفعال للمكتبات العامة. من جانبه، قال أ.د حسن السريحي، إنَّ المكتبات عموما والمكتبات العامة على وجه الخصوص تواجه تحديات متزايدة غير تلك التي ظلت تواجهها طوال سنوات مثل الأمور المالية والإدارية؛ حيث نرى تحديات مثل الانفتاح المعلوماتي التفاعلي والشبكي بالدرجة الأولى، فضلاً عن حاجات وطبيعة المستفيدين وتنوعهم وهو ما يكون أكثر بروزا في المكتبات العامة صاحبة الفضاء والمساحة المتنوعة حيث ينعكس تطور الأفراد وتنوعهم على المجتمع وبدوره على المكتبات العامة والحاجة للتفاعل الدائم فهي لكل الناس وتحاول إسعادهم وفق أهدافها. وأكد أ.د. عبد الله متولي المشرف العام على أكاديمية نسيج، أهمية الالتفات إلى النقلة النوعية التي تحظى بها المكتبات العامة في السنوات الأخيرة والتي صارت تركز أكثر على التحول من التركيز على المجموعات والتقنيات إلى التركيز على المستفيد واحتياجاته والعمل على تلبيتها من خلال توفير مساحات للعمل المشترك لممارسة أنشطة عملية إبداعية سواء كانت تعتمد على المهارات اليدوية أو توظيف تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والواقع المعزز والطابعات ثلاثية الأبعاد لتصنيع منتجات مبدعة. وبدأت أُولى جلسات الملتقى، مع جلسة بعنوان «تجربة المستخدم /UX/: المستخدم هو مركز كل شيء»، وناقشت الجلسة الثانية «دور المكتبات العامة كمساحات عمل مشتركة في بناء مجتمع اقتصادي واجتماعي أقوى»، حيث سلط أيوب خان، رئيس الخدمات الثقافية والمكتبات بمجلس مقاطعة ووريكشاير من المملكة المتحدة، الضوء على تعزيز دور المكتبات العامة في دعم الاقتصاد المعرفي وتعزيز الترابط في المجتمعات من خلال توفير البنية التكنولوجية وتعليم وتدريب المستفيدين وإنشاء برامج مبتكرة تعزز هذا التوجه. وفي ختام الملتقى، نظم مسؤولو مكتبة محمد بن راشد، جولة للمتحدثين والمشاركين تعرفوا خلالها إلى مختلف مرافق المكتبة وأبرز خدماتها ومرافقها وما تحتضنه من مكتبات، ومعرض الصور الفوتوغرافية، الذي يقدم رحلة مصورة فريدة تروي نهضة دولة الإمارات العربية المتحدة على مدار الخمسين عاماً الماضي، ومعرض ذخائر المكتبة، والمسارح التي تستخدم في إقامة المحاضرات والمؤتمرات واستضافة المهرجانات الثقافية والفنية، والعروض المسرحية والسينمائية والموسيقية المحلية والعالمية، وحديقة اللغات، التي تحوي 60 عموداً تعرض عشرات الاقتباسات من أقوال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مترجمة إلى 170 لغة مستخدمة على مستوى العالم.
مشاركة :