قوبل قرار السودان بقطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران تضامناً مع السعودية ودول خليجية أخرى، بترحيب شعبي كبير، ورأت فيه قيادات سياسية وشعبية مساندة ضرورية للمملكة في موقفها الراهن، وتأكيداً بعدم جدوى العلاقات مع إيران، إضافة إلى أن السودان يريد أن يتخلص من التركة السياسية الثقيلة مع إيران التي لم تكن ذات فائدة تذكر. واعتبرته قوى سياسية خطوة صحيحة من شأنها أن تعمل على تمتين علاقات السودان مع دول الخليج، خاصة السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة. وأعلن مجلس أحزاب حكومة الوحدة الوطنية تأييده ومساندته لموقف الحكومة، وقال عبود جابر الأمين العام للمجلس، الذي يضم (79) حزباً وحركة موقعة على السلام مع الحكومة، إن موقف السودان يحافظ على علاقاته المتميزة مع المملكة، ويعبر عن مبدأ التضامن الذي تقره الأعراف والمواثيق الدولية. من جانبه، وصف وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور، قرار بلاده قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، بالقرار الصائب، وجاء وفقاً لمصالح السودان ورؤيته حول مجريات الأمور في مجمل المنطقة العربية، وقال إن الخارجية السودانية طلبت من سفير الخرطوم بطهران العودة مع البعثة الدبلوماسية للبلاد خلال أسبوعين. وشدد غندور أمس الثلاثاء على أن موقف السودان أصيل ولا علاقة بثمن يأخذه أو ينتظره على مواقفه، وصرّح أن ما يربط بيننا وبعض الدول وخاصة السعودية أكبر من أي ثمن. وأوضح أن السودان يرتبط مع السعودية بعلاقات وثيقة، وصلت إلى التحالف العسكري، في ظل تحالف عاصفة الحزم لإعادة الشرعية إلى اليمن، ولذلك فإن ما يصيب الحليف يصيبك تماماً، ورأينا أن هذا هو القرار المناسب في التوقيت المناسب. وأضاف غندور أن السودان لا يريد أن يكون حليفاً، لأن السودان هو حليف بالطبع، وعندما يصل الحلف إلى المشاركة العسكرية مع دولة أخرى فهذا يعني أن هناك تحالفاً تم الاتفاق عليه بين القيادتين، وأشار إلى أن لكل قرار انعكاساته الإيجابية والسلبية، وتقديرنا أن الإيجابيات أكثر من السلبيات. ونفى غندور تماماً أن تكون السعودية طلبت من بلاده اتخاذ هذا الموقف، مؤكداً أن القرار موقف أصيل نابع من السودان. وأوضح أن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران لا يعني العداء، ولكنه يعني إشارة إلى أن هناك خطأ ما يجب أن يصحح، لافتاً إلى أن هذه كانت هي الإشارة من السودان. وبشأن تأثر الاستثمارات الإيرانية في السودان، أكد غندور أن العلاقات الاقتصادية تقوم بين شركات، وأشار إلى أن مثل هذا الأمر يترك لأصحاب العلاقات التجارية والاقتصادية، وأعرب عن أمله أن يترك الأمر السياسي في مكانه، والأمر الاقتصادي في مكانه، وأشار إلى أنه بالقطع ستتأثر العلاقات الاقتصادية بتأثر العلاقات السياسية، والعكس صحيح. من جانبه قال حاتم السر القيادي البارز في الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل إن القرار من شأنه أن يؤيد موقف السودان إلى جانب أشقائه وجيرانه في محيطه العربي. وقال يوسف الكودة رئيس حزب الوسط الإسلامي، إن إيران نهجت نهجاً توسعياً ضاراً بها، ولا سيما في الآونة الأخيرة تطلعت من ورائه وطمحت طموحات غير مشروعة. وأضاف أن كل ذلك وغيره مما تقوم به إيران أو تنوي القيام به احتاج إلى صفعة ربما ساعدت في إفاقتها مما هي فيه من غيبوبة.
مشاركة :