في وقت يتخوف العالم من مواجهة نووية، ويكثر الحديث عن احتمالات اندلاع حرب عالمية ثالثة، لاحت في الأفق بوادر تهدئة في حدة التوتر بين الصين والولايات المتحدة خلال لقاء جمع وزيري خارجيتهما أنتوني بلينكن ووانغ يي ناقش الحفاظ على خطوط الاتصال وإدارة المنافسة بمسؤولية. وأجرى بلينكن ووانغ محادثات «صريحة جداً» استمرت 90 دقيقة على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ركزت إلى حد كبير على تايوان، وتمهد الطريق لأول قمة بين الرئيسين جو بايدن وشي المرتقبة على هامش مجموعة العشرين في بالي نوفمبر المقبل. وبحسب الخارجية الأميركية، فإن بلينكن «شدد على أن المحافظة على السلام والاستقرار في مضيق تايوان أساسي للأمن والازدهار الإقليمي والعالمي، وناقش الحاجة إلى الحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة وإدارة العلاقات مع الصين بحس من المسؤولية، خصوصاً في أوقات التوتر». ووصف مسؤول أميركي المباحثات حول تايوان بأنها كانت «مباشرة وصريحة». وقال إن بلينكن جدد أيضاً تحذيراته بعدم تقديم الدعم للغزو الروسي لأوكرانيا، وأن تحافظ بكين على مسافة مع حليفتها موسكو. وقال المسؤول، إن بلينكن أكد لوانغ أنه «لم يطرأ أي تغيير على سياسة الولايات المتحدة التي تعترف فقط ببكين»(مبدأ الصين الواحدة)، وأعرب عن معارضته «للتغييرات الأحادية الجانب للوضع الراهن» من أي من الأطراف. وبحسب الخارجية الصينية، فإن وانغ حذر واشنطن بأنها «ترسل إشارات خاطئة وخطيرة للغاية» لتشجيع تايوان على الاستقلال، وأبلغ بلينكن أن الصين ترغب في «إعادة توحيد سلمية مع تايوان وحذر من أنه كلما زادت الأنشطة الاستقلالية قل احتمال التوصل إلى حل سلمي». وفي دليل على التهدئة، التقى الوزير الصيني نظيره السابق والمبعوث الأميركي للمناخ جون كيري، رغم أن بكين علّقت التنسيق مع واشنطن في هذا المجال رداً على زيارة رئيس مجلس النواب نانسي بيلوسي لتايبيه. وكان لافتاً لقاء الوزير الصيني في نيويورك نظيره الأوكراني دميترو كوليبا للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب، وشدد خلال جلسة لمجلس الأمن على الحاجة إلى وقف النار. رغم ذلك، أكد أعضاء تحالف «أوكوس» بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، الذي ينظر إليه على أنه موجه مباشرة ضد الصين، في بيان أمس، الالتزام بتعزيز قدرات أستراليا وحصولها على غواصات تعمل بالطاقة النووية في أقرب وقت ممكن لتسريع تعزيز قدراتها الدفاعية في مواجهة النفوذ العسكري الصيني المتزايد. وذكرت صحيفة وول ستريت، نقلاً عن مسؤولين غربيين، أنه بموجب الخطة، سوف تزود الولايات المتحدة أستراليا بـ «عدد محدود» من الغواصات النووية كدفعة أولى بحلول منتصف العقد الرابع من القرن الحالي. يأتي ذلك، بينما تستعد نائبة الرئيس كاميلا هاريس للقيام بجولة آسيوية لتعزيز التعاون وتأكيد الالتزام تجاه الحلفاء وتعميق العلاقات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ»، وستشارك خصوصاً في الجنازة الرسمية لرئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي وتلتقي خليفته فوميو كيشيدا، قبل أن تجتمع برئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي ثم رئيس وزراء كوريا الجنوبية هان داك-سو. وفي الفلبين، أعرب الرئيس فرديناند ماركوس الابن عن تأييده للتوصل إلى «حل وسط» حول البحر الجنوبي، مؤكداً استعداده لاستئناف المحادثات مع الصين حول عمليات التنقيب المشتركة عن النفط والغاز، في هذا البحر. وفي حين بدأت حكومة ماكاو استعداداتها لاستقبال الأفواج السياحية القادمة من البر الرئيسي الصيني مجدداً في نوفمبر المقبل، حذر وزير خارجية سنغافورة فيفيان بالاكريشنان من احتمالات أن يؤدي استمرار انعدام الثقة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والصين إلى «دوامة تصعيدية».
مشاركة :