اجتاحت العاصفة القوية "فيونا" شرقي كندا أمس، مصحوبة برياح بلغت حد الإعصار وهبت على الأشجار وخطوط الكهرباء تاركة مئات الآلاف من المنازل والشركات دون كهرباء. وقال المركز الوطني الأمريكي للأعاصير، إن مركز العاصفة فيونا موجود الآن في خليج سانت لورانس بعد مروره بنوفا سكوشا. وترددت تقارير عن سقوط أشجار وأعمدة الكهرباء في نوفا سكوشا وجزيرة الأمير إدوارد. ووصلت فيونا التي دمرت أجزاء من جزر منطقة الكاريبي منذ نحو أسبوع، إلى اليابسة بين كانسو وجيسبورو في نوفا سكوشا، حيث قال مركز الأعاصير الكندي، إنه سجل ما كان يمكن أن يكون العاصفة ذات الضغط الجوي الأقل في تاريخ البلاد التي تجتاح البر. وقالت شركات المرافق: إن نحو 79 في المائة من العملاء، أو 414 ألفا دون كهرباء في نوفا سكوشا، وإن 95 في المائة أو 82 ألفا انقطعت عنهم الكهرباء في جزيرة الأمير إدوارد، وفقا لـ"رويترز". وشهدت المنطقة أيضا عدم انتظام خدمة الهاتف المحمول، بينما أفادت الشرطة في جميع أنحاء المنطقة بإغلاق عدة طرق. وخفتت قوة العاصفة إلى حد ما لدى تحركها شمالا. وقال المركز إنه بدءا من الثامنة صباحا، 12:00 بتوقيت جرينتش، كانت العاصفة فوق خليج سانت لورانس على بعد نحو 340 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من هاليفاكس، حاملة رياحا بلغت سرعتها القصوى 140 كيلومترا في الساعة وتتجه شمالا بسرعة تصل إلى نحو 37 كيلومترا في الساعة. وضربت العاصفة، التي تم تصنيفها سابقا باعتبارها إعصارا، جزر الكاريبي في الأسبوع الماضي، ما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل وتسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن جميع سكان بورتوريكو البالغ عددهم 3.3 مليون نسمة تقريبا وسط موجة حر شديدة. وظل ما يقرب من مليون شخص دون كهرباء لمدة وصلت إلى خمسة أيام. وقالت سيسلي روي المتحدثة الصحافية على تويتر: إن جاستن ترودو رئيس الوزراء أرجأ أمس، مغادرته إلى اليابان، حيث كان من المقرر أن يحضر جنازة شينزو آبي رئيس الوزراء السابق، لتلقي إحاطات بتطورات الوضع ودعم تصدي الحكومة لهذه الطوارئ. وقال مركز الأعاصير الأمريكي، ومقره ميامي، إن التحذير من الإعصار ما زال ساريا في معظم مناطق وسط نوفا سكوشا وجزيرة الأمير إدوارد، حيث يعيش أكثر من 150 ألف شخص، وأجزاء من نيوفاوندلاند. وأصدرت السلطات الكندية تنبيهات طارئة في نوفا سكوشا وجزيرة الأمير إدوارد، محذرة من فيضانات شديدة على طول الشواطئ وموجات شديدة الخطورة. ونصحت السكان في المناطق الساحلية بالإخلاء. وفي السياق، سارع نمو اقتصاد كندا خلال الربع الثاني من العام، حيث استفادت البلاد من ارتفاع أسعار السلع الأساسية، وتلقت دفعة عقب إلغاء عمليات الإغلاق لمكافحة وباء كورونا، رغم ظهور مؤشرات على تراجع الزخم. وأفادت وكالة بلومبيرج للأنباء بأن إجمالي الناتج المحلي للبلاد ارتفع بواقع 3.3 في المائة، على أساس سنوي، بعد زيادة 3.1 في المائة، في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، حسب ما ذكره مكتب الإحصاء الكندي. وجاء النمو مدفوعا بمعدل استهلاك قوي للأسر، وزيادة الإنفاق التجاري على المخزونات. وكان متوسط توقعات الخبراء الذين شاركوا في استطلاع لوكالة "بلومبيرج"، للنمو في الربع الثاني 4.4 في المائة، على أساس سنوي. وترسم هذه الأرقام صورة لاقتصاد واصل الصعود على مدار معظم فترات النصف الأول من 2022، حتى في الوقت الذي تباطأ فيه اقتصاد الولايات المتحدة ودول أخرى. ورغم ذلك، بدأ الاقتصاد الكندي مرحلة من تباطؤ النمو في خضم أكبر معدل تضخم خلال عقود، وتزايد أسعار الفائدة. وتظهر القراءات الشهرية الأخيرة، انكماش اقتصاد كندا بواقع 0.1 في المائة في شهر يوليو الماضي، بعد زيادة ضعيفة بواقع 0.1 في المائة في يونيو السابق عليه، ونمو مستقر في مايو، في دليل إضافي على تراجع الزخم.
مشاركة :