لا راد لقضاء الله.. فالرحيل لا يستأذن.. والموت سيصل بلا موعد بالأمس رحل أستاذ أفنى عمره وصحته ووقته وشبابه في عالم صاحبة الجلالة، بدأ مشواره في جريدة الجزيرة وتقلد العديد من المناصب قبل أن ينتقل إلى بيروت مديراً لمكتبها، ومن ثم مديراً لمكتب جريدة الرياض في بيروت، قبل ان ينتقل الى الرياض العاصمة فتولى العديد من المناصب بجريدة الرياض، حيث تم تكليفه لفتره رئيساً للتحرير وكان آخر ما تقلده المرحوم أبو غسان نائباً لرئيس التحرير. وللأستاذ القدير والزميل العزيز راشد بن فهد الراشد مكانته الخاصة في قلوب القريبين منه وكل من يعرفه وتعامل معه، ففي بداية مرضه وسفره إلى لندن توالت الاتصالات والرسائل عليه للاطمئنان على صحته ويأتي رده -رحمه الله- بالشكر لقربكم مني رغم بعدي عنكم مقروناً بالدعوات الصادقة، فقربه من أسرة التحرير خاصة والزملاء عامة كان له كبير الأثر في سر محبته. كان فقيد الصحافة، نعم الموجه والمرشد والحريص على سلاسة العمل والجهد الجماعي لتقديم افضل ما يمكن في صفحات الجريدة، كانت توصياته دوماً رغم مرضه وتحامله عليه بأن الوطن يستحق بذل كل ما نستطيع، فالوطن للكل لا فرق بين أحد وأحد، الكل سواسية، والإعلام له مسؤوليته وكلمته في إظهار الحقائق وكشف ما يحاك ضد الوطن ومنجزاته. وخلال اجتماعات التحرير كان يتحدث ويوصي الكل لا فرق عنده بين صغير وكبير ومسؤول وغيره، فهمه الوحيد الارتقاء بما يقدم للقارئ من محتوى يرقى ويرضي ذائقته بعيداً عن الابتذال والتجاوز. «أبو غسان» رجل من طراز فريد يستقبل بابتسامة وينتقد بحكمة ويجتهد بصمت، فيحتوي بكرم أخلاقه كل ما يشوب العمل من تقصير غير مقصود. رحل عمود من أعمدة الصحافة وترك محبته وتقديره ومكانته، رحم الله القديرُ النبيلَ راشد الراشد وتجاوز عنه وأسكنه الفردوس الأعلى.
مشاركة :