عيون وآذان (شهادات خليجية)

  • 12/16/2013
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

في دبي أبدى الأمير خالد الفيصل، أمير مكة ورئيس مؤسسة الفكر العربي، تفاؤله بمستقبل الأمة وتوقع أن ينهض الشباب بها بعد طول سبات. بعد أسبوع في الكويت وجدت الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح، رئيس الوزراء السابق، يبدي التفاؤل نفسه. كتبت عن تفاؤل الأمير خالد وأسبابه في حينه، وقلت له وللشيخ ناصر إنني أميل إلى التشاؤم والأمة تنتقل من وضع سيء إلى وضع أسوأ منه. الشيخ ناصر قال في جلسة ضمت زملاء وأصدقاء أن لكل شيء نهاية، وأن حربَيْن عالميتين انتهتا، وما أشكو منه سينتهي، وثمة أسباب لتوقع أيام أفضل لنا جميعاً. في اليوم التالي وجدت الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، رئيس وزراء الكويت، يبدي بدوره تفاؤلاً بإيجاد حلول للمشكلات التي نشكو منها جميعاً، وبمستقبل الخليج والعلاقات مع الجارة ايران. أرجو أن يكون الأمير والشيخان مصيبين وأن أكون مخطئاً، وأكمل بمشاهدات من دبي ولبنان والكويت لتروق أعصاب القارئ في الزمن «الهِباب.» كنت أقف الى جانب الشيخ جابر المبارك وهو يستقبل عدداً من كبار الصحافيين في مؤتمر صحافي على هامش القمة الخليجية، وجاء الصديق جميل الذيابي، رئيس التحرير المساعد في السعودية، وهو يبتسم وبراءة الأطفال في عينيه. وقلت للشيخ جابر أن لا يُخدع بالابتسامة فسأحكي له عن مغامرات جميل الذي ادّعى ضاحكاً أنني أحاول ابتزازه. إذا كنت أفعل فهناك ما يبرر المحاولة. «الحياة» كانت موجودة بكثرة في القمة الخليجية مع الاقتراح السعودي بالانتقال من التعاون إلى الاتحاد، وتقدم الأصدقاء والزملاء رئيس التحرير غسان شربل، ومعه رئيس التحرير السابق جورج سمعان، ومن أركان مكتب بيروت وليد شقير وطوني فرنسيس، وأيضاً الزميلة والصديقة راغدة درغام، رئيسة مكتب نيويورك. وكان هناك أيضاً من أركان «الحياة» السابقين عبدالوهاب بدرخان وخيرالله خيرالله. وسرني أن أجد معنا صديقة الكل إنعام جنبلاط مالك، وأيضاً الصديق الدائم والزميل عرفان نظام الدين. في الفندق في مدينة الكويت فتحت نافذة عريضة لأرى أن «المنظر» هو مقبرة مترامية الأطراف. لا أزعم أنني متدين جداً أو أن أخلاقي حميدة، وإنما أقول إن الخوف يمنعني من ارتكاب المعاصي فلا أحتاج الى مَنْ يذكرني باليوم الآخر. وأغلقت النافذة ولم أفتحها بعد ذلك، وساورني حلم يقظة أن يقوم الموتى من قبورهم ويهاجموا الفندق في الليل. أفضل مما سبق أن الفندق يفتح أحد أبوابه على «مول» فخم جداً يتجاوز قدرات الصحافيين. غير أن أخانا جورج سمعان نبهني الى أن في وسط الـ «مول» محل لبيع المكسّرات وتوابعها. واشتريت نوعاً من البزر الكبير (اللب) طلبته العائلة، ووجدت أنهم يبيعون قهوة مصنوعة من بن نيبالي فاشتريت كيلوغراماً منها للتجربة، مع إصراري أن لا قهوة في العالم تتفوق على البن العدني أو تقاربه. بين دبي المزدهرة، والكويت وقمة الاتحاد (وبعد أشهر القمة العربية)، توقفت في بيروت يوماً، وشاركت في مؤتمر دعتني اليه الزميلة العزيزة مي شدياق. كانت لي جلسة أدارتها الزميلة بولا يعقوبيان، زوجة الزميل موفق حرب الذي رأس يوماً مكتب «الحياة» في واشنطن. وأعترف اليوم بأنني فوجئت بحجم المؤتمر ومستوى الحضور فقد استضافته مؤسسة مي شدياق ومؤسسة فردريك ايبرت ستفتونغ التي تروج لمبادئ الديمقراطية الاجتماعية في أكثر من مئة بلد. كان موضوع المؤتمر «التواصل بين عقول حرة»، وافتتحه وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني السيد نقولا نحاس، وحضر الجلسات أكثر من مئتي مدعو من لبنان والخارج. كانت جلستي مع بولا في الواحدة ظهراً وقبل الغداء مباشرة، واعتذرت من الحاضرين وقلت لهم إنهم لن يسمعوا مني شيئاً أهم من الغداء، ولم أخيّب ظنهم.     khazen@alhayat.com

مشاركة :