تجددت الاحتجاجات المنددة بمقتل الفتاة مهسا أميني، أمس الأحد، في جامعة طهران وأكباتان وفق ناشطين، ورفع متظاهرون شعارات «الموت للديكتاتور» وذلك في منطقة ستارخان بالعاصمة. في السياق ذاته، قُتلت الناشطة حديث نجفي بعد إطلاق النار عليها ست مرات من قبل قوات الأمن خلال مشاركتها في الاحتجاجات بمدينة كرج الأربعاء الماضي، وفق ما ذكره ناشطون وتناقلته وسائل إعلام محلية ودولية. فقد ذكرت تقارير على وسائل التواصل الاجتماعي، أمس، أن الشابة البالغة من العمر 20 عامًا أصيبت برصاصة في صدرها ووجهها ورقبتها من قبل قوات الأمن، بحسب صحيفة «ذي صن» البريطانية. وأظهر مقطع فيديو على الإنترنت الناشطة وهي تربط شعرها وتستعد للانضمام إلى المتظاهرين في الشارع. كذلك أظهر مقطع ثانٍ أسرة الفتاة تبكي على صورة لها على قبر محفور حديثًا. يأتي ذلك بعد أيام من تعرض مهسا أميني للضرب حتى الموت على يد شرطة «الأخلاق» الإيرانية لعدم امتثالها لقواعد الحجاب في البلاد. وكانت مهسا تزور أقاربها في طهران عندما أوقفتها شرطة «الأخلاق»، التي تطبق القواعد الخاصة بكيفية ارتداء النساء للباس والتصرف ثم ضربتها في الحجز، ما تسبب في إصابتها بنوبة قلبية وموتها. من جانب آخر، واصفًا إياهم بمثيري الشغب، اتهم وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، الأحد، الولايات المتحدة بدعم المحتجين في بلاده. كما رأى أن الدعم الأمريكي «لمثيري الشغب» يتعارض مع موقف واشنطن الدبلوماسي تجاه بلاده، بحسب ما أفادت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية (إيسنا). كما شدّد على أن «تورّط أمريكا في دعم هؤلاء المشاغبين ومساندتهم في تنفيذ مشروعهم لزعزعة الاستقرار الداخلي في البلاد، يتناقض بشكل واضح مع رسائل واشنطن الدبلوماسية لبلاده بخصوص ضرورة التوصل إلى اتفاق نووي وإرساء الاستقرار»، وفق قوله. إلى هذا، أكد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، امس الأحد، أن قمع إيران للاحتجاجات «غير مبرر» و«غير مقبول»، حيث تعهدت طهران بعدم التساهل مع الاضطرابات التي تجتاح البلاد. وأضاف بوريل في بيان نيابة عن الاتحاد الأوروبي: «بالنسبة للاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء، فإن الاستخدام الواسع النطاق وغير المتناسب للقوة ضد المتظاهرين السلميين هو أمر غير مبرر وغير مقبول». في ذات النطاق، استدعت الخارجية الإيرانية سفيري بريطانيا والنرويج في طهران، ردا على التدخل في «الشؤون الداخلية» و«الطابع العدائي» لوسائل الإعلام الفارسية بلندن. وبحسب وكالة رويترز، فإنه تم استدعاء السفير النرويجي لدى طهران، السبت، ردًا على «تدخل» المتحدث باسم البرلمان النرويجي في «الشؤون الداخلية» لإيران. أما السفير البريطاني لدى طهران فقد تم استدعاؤه السبت أيضًا ردًا على «الطابع العدائي» لوسائل الإعلام الفارسية في لندن، وفقًا للخارجية الإيرانية. على صعيد آخر، أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان أن التظاهرات في إيران تعكس مدى رغبة الشعب بالحصول على الحرية والكرامة. وأضاف في مقابلة مع قناة ABC، بثت مساء الأحد، أن بلاده ستساعد الإيرانيين للدخول إلى الإنترنت لإيصال صوتهم للخارج. وقال إن واشنطن تتخذ خطوات ملموسة أيضًا للمساعدة في «تسهيل وصول المواطنين الإيرانيين إلى وسائل التواصل حتى يتسنى لهم سماع أصواتهم داخل إيران وخارجها». أما بشأن الاتفاق النووي وتأثير الاحتجاجات على ذلك، فأوضح أن المفاوضات حول الاتفاق لن تمنع بلاده من دعم مطالب الشعب الإيراني. وقال: «لن نتباطأ بوصة واحدة في دفاعنا ومناصرتنا لحقوق النساء والمواطنين في إيران». في ذات الوقت، شدد على أن الدبلوماسية هي الخيار الأفضل للتأكد من عدم حصول إيران على سلاح نووي يمكن أن يهدد العالم به. وكانت واشنطن أعلنت، السبت، أنها خففت قيود تصدير التكنولوجيا المفروضة على إيران لتوسيع الوصول إلى خدمات الإنترنت التي قيدتها الحكومة بشدة، وسط حملة لقمع التظاهرات المستمرة منذ أسبوع، احتجاجا على وفاة الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق.
مشاركة :