الســـامـبا.. عـقـدة مستعـصيـة أمـــام المـنتخــبات الـمــــغــاربيــة

  • 9/26/2022
  • 01:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

باريس‭ - ‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭: ‬لطالما‭ ‬شكّل‭ ‬منتخب‭ ‬البرازيل‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬عقدة‭ ‬مستعصية‭ ‬أمام‭ ‬المنتخبات‭ ‬المغاربية‭ ‬التي‭ ‬فشلت‭ ‬بالفوز‭ ‬عليه‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬التعادل‭ ‬معه‭ ‬في‭ ‬مباريات‭ ‬ودية‭ ‬أو‭ ‬رسمية،‭ ‬وذلك‭ ‬قبل‭ ‬لقائه‭ ‬منتخب‭ ‬تونس‭ ‬غدا‭ ‬الثلاثاء‭ ‬في‭ ‬مباراة‭ ‬دولية‭ ‬ودية‭ ‬على‭ ‬ملعب‭ ‬‮«‬بارك‭ ‬دي‭ ‬برانس‮»‬‭ ‬الخاص‭ ‬بنادي‭ ‬باريس‭ ‬سان‭ ‬جرمان‭ ‬الفرنسي‭. ‬وبحسب‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬ليكيب‮»‬‭ ‬الرياضية‭ ‬الفرنسية،‭ ‬دشّنت‭ ‬الجزائر‭ ‬بداية‭ ‬المواجهات‭ ‬بين‭ ‬البرازيل‭ ‬والمنتخبات‭ ‬المغاربية‭ ‬عام‭ ‬1965،‭ ‬أي‭ ‬بعد‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬نيلها‭ ‬استقلالها‭ ‬من‭ ‬فرنسا‭ ‬وقبل‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬إقامة‭ ‬مونديال‭ ‬1966‭ ‬في‭ ‬إنجلترا‭. ‬أقيمت‭ ‬المباراة‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬وهران‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬حماسة‭ ‬نادرة‭ ‬لاستقبال‭ ‬المنتخب‭ ‬البرازيلي‭ ‬المتوج‭ ‬بآخر‭ ‬نسختين‭ ‬من‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬عامي‭ ‬1958‭ ‬في‭ ‬السويد‭ ‬و1962‭ ‬في‭ ‬تشيلي،‭ ‬بقيادة‭ ‬‮«‬الملك‮»‬‭ ‬بيليه‭ ‬وغارينشا‭ ‬وجيرسون‭. ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬كان‭ ‬المنتخب‭ ‬الجزائري‭ ‬يضمّ‭ ‬في‭ ‬صفوفه‭ ‬آنذاك‭ ‬بعض‭ ‬نجومه‭ ‬الذين‭ ‬يتألقون‭ ‬في‭ ‬البطولات‭ ‬الاوروبية،‭ ‬وتحديدا‭ ‬رشيد‭ ‬مخلوفي‭ ‬مع‭ ‬سانت‭ ‬اتيان‭ ‬الفرنسي‭ ‬وأحمد‭ ‬أوجاني‭ ‬لاعب‭ ‬لنس‭ ‬الفرنسي‭ ‬أيضاً‭. ‬حسم‭ ‬منتخب‭ ‬السامبا‭ ‬النتيجة‭ ‬في‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬دقيقة‭ ‬بأهداف‭ ‬حملت‭ ‬توقيع‭ ‬بيليه‭ ‬ودودو‭ ‬وجيرسون‭ (‬3-صفر‭). ‬ الرئيس‭ ‬الجزائري‭ ‬في‭ ‬غرف‭ ‬الملابس شهدت‭ ‬المباراة‭ ‬بين‭ ‬شوطيها‭ ‬نزول‭ ‬رئيس‭ ‬الجزائر‭ ‬وقتها‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬بلة‭ ‬الى‭ ‬غرف‭ ‬ملابس‭ ‬‮«‬سيليساو‮»‬،‭ ‬ليتبادل‭ ‬الحديث‭ ‬مع‭ ‬بيليه،‭ ‬وقد‭ ‬أعلمه‭ ‬حينها‭ ‬بأنه‭ ‬سبق‭ ‬له‭ ‬ان‭ ‬دافع‭ ‬عن‭ ‬ألوان‭ ‬نادي‭ ‬مرسيليا‭ ‬الفرنسي‭ ‬كلاعب‭ ‬محترف‭ ‬عام‭ ‬1940‭. ‬وللمفارقة،‭ ‬بعد‭ ‬تلك‭ ‬الحادثة‭ ‬بيومين،‭ ‬أطاح‭ ‬انقلاب‭ ‬عسكري‭ ‬بالرئيس‭ ‬الجزائري‭. ‬بعدها‭ ‬بثماني‭ ‬سنوات‭ ‬وتحديدا‭ ‬عام‭ ‬1973،‭ ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬جولة‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬افريقيا،‭ ‬عاد‭ ‬المنتخب‭ ‬البرازيلي‭ ‬لزيارة‭ ‬الجزائر‭ ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬وتحديدا‭ ‬ملعب‭ ‬5‭ ‬جويلية،‭ ‬وانتهت‭ ‬المباراة‭ ‬بفوز‭ ‬البرازيل‭ ‬بهدفين‭ ‬سجلهما‭ ‬ريفيلينو‭ ‬وباولو‭ ‬سيزار‭. ‬ توجّه‭ ‬المنتخب‭ ‬البرازيلي‭ ‬إلى‭ ‬تونس‭ ‬لمواجهة‭ ‬منتخبها‭ ‬الوطني،‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬بثلاثة‭ ‬ايام‭ ‬في‭ ‬6‭ ‬يونيو‭ ‬1973‭. ‬صمد‭ ‬‮«‬نسور‭ ‬قرطاج‮»‬‭ ‬طوال‭ ‬الشوط‭ ‬الاول‭ ‬بقيادة‭ ‬حارس‭ ‬النادي‭ ‬الإفريقي‭ ‬الشهير‭ ‬الصادق‭ ‬ساسي‭ ‬‮«‬عتوقة‮»‬،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يجهز‭ ‬المنتخب‭ ‬البرازيلي‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬الشوط‭ ‬الثاني‭ ‬بتسجيله‭ ‬رباعية‭ ‬بينها‭ ‬ثنائية‭ ‬لباولو‭ ‬سيزار‭. ‬أنقذ‭ ‬هداف‭ ‬النجم‭ ‬الساحلي‭ ‬عبدالسلام‭ ‬عظومة‭ ‬ماء‭ ‬الوجه‭ ‬بتسجيله‭ ‬هدفا‭ ‬شرفيا‭ ‬لتونس،‭ ‬ليدخل‭ ‬التاريخ‭ ‬لكونه‭ ‬الوحيد‭ ‬حتى‭ ‬الان‭ ‬من‭ ‬لاعبي‭ ‬المنتخبات‭ ‬المغاربية‭ ‬الذي‭ ‬زار‭ ‬شباك‭ ‬السامبا‭. ‬ مواجهتان‭ ‬في‭ ‬المونديال مرّة‭ ‬جديدة،‭ ‬التقت‭ ‬البرازيل‭ ‬مع‭ ‬الجزائر‭ ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬في‭ ‬مونديال‭ ‬مكسيكو‭ ‬1986‭ ‬في‭ ‬دور‭ ‬المجموعات‭. ‬وكانت‭ ‬الجزائر‭ ‬حققت‭ ‬مفاجأة‭ ‬مدوية‭ ‬في‭ ‬مونديال‭ ‬إسبانيا‭ ‬1982،‭ ‬بفوزها‭ ‬التاريخي‭ ‬على‭ ‬ألمانيا‭ ‬الغربية‭ ‬2‭-‬1‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬تطيحها‭ ‬مؤامرة‭ ‬مزعومة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬المنتخب‭ ‬الأخير‭ ‬ونظيره‭ ‬النمساوي‭. ‬انتهت‭ ‬المباراة‭ ‬بفوز‭ ‬البرازيل‭ ‬بهدف‭ ‬المهاجم‭ ‬أنتونيو‭ ‬كاريكا،‭ ‬في‭ ‬مباراة‭ ‬كانت‭ ‬الجزائر‭ ‬بقيادة‭ ‬صلاح‭ ‬عصاد‭ ‬ندًّا‭ ‬عنيداً‭ ‬للمنتخب‭ ‬الأمريكي‭ ‬الجنوبي‭. ‬ انتظر‭ ‬المنتخب‭ ‬المغربي‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬1997‭ ‬لمواجهة‭ ‬أولى‭ ‬ضد‭ ‬البرازيل،‭ ‬لكنه‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬التقى‭ ‬الأخيرة‭ ‬على‭ ‬ارضها‭ ‬وتحديدا‭ ‬في‭ ‬بيليم‭ ‬في‭ ‬مباراة‭ ‬دولية‭ ‬ودية‭. ‬قدّم‭ ‬المنتخب‭ ‬المغربي‭ ‬عرضا‭ ‬جيدا‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يسقط‭ ‬بهدفين‭ ‬نظيفين‭ ‬في‭ ‬الدقائق‭ ‬العشر‭ ‬الأخيرة‭ ‬سجلهما‭ ‬دينيلسون‭ (‬80‭ ‬و88‭). ‬بعدها‭ ‬بسنة‭ ‬واحدة،‭ ‬التقى‭ ‬المنتخبان‭ ‬في‭ ‬دور‭ ‬المجموعات‭ ‬في‭ ‬مونديال‭ ‬فرنسا‭ ‬1998‭. ‬وللمفارقة‭ ‬أقيمت‭ ‬المباراة‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬نانت‭ ‬التي‭ ‬دافع‭ ‬عن‭ ‬ألوانها‭ ‬مدرب‭ ‬المغرب‭ ‬آنذاك‭ ‬الفرنسي‭ ‬هنري‭ ‬ميشال‭. ‬حقق‭ ‬المنتخب‭ ‬البرازيلي‭ ‬فوزا‭ ‬سهلا‭ ‬بثلاثية‭ ‬نظيفة‭ ‬تناوب‭ ‬على‭ ‬تسجيلها‭ ‬رونالدو‭ ‬وريفالدو‭ ‬وبيبيتو‭. ‬ثم‭ ‬سقطت‭ ‬الجزائر‭ ‬للمرة‭ ‬الرابعة‭ ‬أمام‭ ‬البرازيل‭ ‬بثنائية‭ ‬نظيفة‭ ‬في‭ ‬مباراة‭ ‬دولية‭ ‬ودية‭ ‬في‭ ‬مونبلييه‭ ‬عام‭ ‬2007‭. ‬عموماً،‭ ‬واجهت‭ ‬البرازيل‭ ‬المنتخبات‭ ‬المغاربية‭ ‬7‭ ‬مرات،‭ ‬حققت‭ ‬الفوز‭ ‬في‭ ‬جميعها‭ ‬وسجلت‭ ‬17‭ ‬هدفا‭ ‬مقابل‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭ ‬دخل‭ ‬مرماها‭. ‬فهل‭ ‬تقلب‭ ‬تونس‭ ‬المعادلة‭ ‬على‭ ‬ملعب‭ ‬بارك‭ ‬دي‭ ‬برانس؟

مشاركة :