الإمارات لا تريد أن تفوتها ثورة إنتاج الغاز

  • 9/26/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الإمارات لا تريد أن تفوتها ثورة إنتاج الغاز أبوظبي- تسعى الإمارات للاستفادة من ثورة استخدام الغاز في العالم، من خلال تسريع تطوير عدد من حقول الغاز في البلاد. وكان إعلان شركة إيني الإيطالية الكبرى الأخير بشأن الإمارات أحدث مثال على ذلك. وأعلنت الشركة عن لقاء رئيسها التنفيذي كلاوديو ديسكالزي بنظيره من شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) سلطان أحمد الجابر في أبوظبي، لمناقشة تسريع تطوير مشروع “غشا” العملاق للغاز ومشروع “المنطقة البحرية 2”. ويعد مشروع “غشا” العملاق أكبر مشروع للغاز الطبيعي في العالم، ولا يشمل حقل “غشا” فقط وإنما يضم أيضا حقولا أخرى أبرزها حايل وهير دلما وسطح وبوحصير. ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج من الحقل في 2025، وبسعة إنتاج تقدر بـ1.5 مليار قدم مكعبة يوميا من الغاز بحلول عام 2030. وبحسب تقرير لموقع “أويل برايس” تعدّ إيني صاحبة أكبر حصة أجنبية في المشروع الذي تقوده أدنوك. وتمتلك إيني حصة 25 في المئة، تليها وينترشال الألمانية (10 في المئة)، و”أو. أم. في” النمساوية (5 في المئة)، ولوك أويل الروسية (5 في المئة). وأكد الجابر أن أدنوك “ملتزمة بفتح احتياطيات الغاز الطبيعي الوفيرة في دولة الإمارات العربية المتحدة لتمكين الاكتفاء الذاتي من الغاز المحلي، والنمو الصناعي والتنويع، فضلا عن تلبية الطلب العالمي المتزايد على الغاز”. وكان “غشا” أحد المشاريع الرئيسية التي مثّلت جزءا من عقود حفر بقيمة 2 مليار دولار قدمتها أدنوك مؤخرا كجزء من خطط دولة الإمارات للمساعدة على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز وتصدير الفائض. ويعتبر تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز جزءا من خطة “عملية 300 مليار” الأوسع نطاقا لدولة الإمارات، والتي تهدف إلى زيادة مساهمة القطاع الصناعي في الدولة إلى 300 مليار درهم (81 مليار دولار)، من 133 مليار درهم إماراتي حاليا، في غضون السنوات العشر القادمة. ويعدّ هذا الهدف بدوره جزءا من سياسة الاقتصاد الدائري لدولة الإمارات العربية المتحدة 2021 – 2031، وسيتحقق جزء كبير منها عبر إنشاء 13500 شركة صناعية خلال تلك الفترة، تغطي قطاعات التصنيع والبناء والكهرباء والغاز والتعدين في المرحلة الأولى. ويتماشى كل هذا مع خطط أدنوك الأشمل لتوسيع أعمالها في مجال الهيدروكربونات والمشاريع منخفضة الكربون، وقد أعلنت عن خطط إنفاق لها بقيمة 127 مليار دولار بين 2022 ونهاية 2026. وسيسمح تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز للإمارات بإنشاء قطاع بتروكيماويات إستراتيجي وتجنب الاعتماد على غاز قطر في تشغيل شبكة الكهرباء الخاصة بها. وتعزز هذا التوجه نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع الغاز بعد اكتشاف حقل جديد للغاز الطبيعي سنة 2020 في المنطقة المشتركة الواقعة بين إمارتيْ دبي وأبوظبي، وأُطلق عليه اسم “حقل جبل علي”، ويحتوي على مخزون ضخم يقدر بنحو 80 تريليون قدم مكعبة من الغاز وتقدّر مساحته بخمسة آلاف كيلومتر مربع. كما أعلنت إمارة الشارقة مؤخرا عن مقترحات لإطلاق جولة مناقصات خارجية لاكتشافها الجديد من الغاز والمكثفات في المنطقة ب. وتمتلك إيني 50 في المئة في هذه المنطقة أيضا، بينما تمتلك شركة بترول الشارقة الوطنية النصف الآخر. واكتشفت الشركة الإيطالية حقل ماهاني، ووفقا لتقارير إيني الأولية حققت أول بئر محفورة في ماهاني معدلات تدفق تصل إلى 50 مليون قدم مكعبة قياسية يوميا من الغاز والمكثفات المرتبطة به. وشهدت نهاية شهر يوليو اكتشاف خزان جديد أعمق بحجم احتياطي يتراوح بين 1 و1.5 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز الخام، وهو ما يصل تقريبا إلى ضعف حجم الحقل المكتشف، وفقا لتعليق من أدنوك في ذلك الوقت. ويأتي هذا الاكتشاف بعد الاكتشاف الأول في فبراير 2022 من منبع أقل عمقا، ليصل إجمالي الغاز في المنبعين إلى 2.5 – 3.5 تريليون قدم مكعبة من الغاز. كما تعمل إيني ضمن مناطق بحرية أخرى في أبوظبي ورأس الخيمة. وستكمل جهود إيني في الإمارات جهود شركات النفط والغاز الأوروبية الكبرى الأخرى وعلى الأخص توتال إنرجي الفرنسية، التي وقعت مؤخرا اتفاقية شراكة مع أدنوك تشمل التعاون في مجال التجارة وتوريد المنتجات واحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه. وتقود توتال إنرجي سياسة فرنسا لمحاولة التقليل من اعتمادها على واردات الطاقة الروسية، وذلك من خلال تطوير إمدادات الطاقة البديلة وتسريعها، وخاصة في الشرق الأوسط.

مشاركة :