حذرت هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج، من التلاعب في قياس عدادات استهلاك الكهرباء أو العبث بتوصيلاتها أو تركيب أكثر من عداد، على أثر رفع تسعيره الكهرباء، بهدف تخفيض الاستهلاك. وأوضح لـ "الاقتصادية" الدكتور عبد الله الشهري محافظ هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج، أن الهيئة لا تتهاون مع المتلاعبين، حيث بدأت بإصدار غرامات على المخالفات مع تحمل مرتكب المخالفة جميع الاستهلاكات السابقة غير المسجلة نتيجة العبث، مضيفا أن التلاعب يعد تعديا على مرفق عام، ويطبق عليه نظام حماية المرافق العامة وفقاً للائحة قواعد الضبط وتقدير تكاليف إصلاح الأضرار والتعويضات وتحديد العقوبات لمخالفات التعدي على مرافق مقدمي الخدمة الصادرة بقرار وزير المياه والكهرباء. وحول تركيب أكثر من عداد للوحدة السكنية، قال إن ذلك يعد تحايلا لخفض قيمة الاستهلاك، حيث إنه من الناحية الأخلاقية يعد اختلاساً، أما من الناحية النظامية فقد أصدرت هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج دليل تقديم الخدمة الكهربائية الذي يحدد القواعد المنظمة لتحديد عدد العدادات للمنشآت، ومقدم الخدمة معني بتطبيق هذه القواعد والتحقق من انطباقها فعلياً، كما أنه إذا ثبت لاحقاً استفادة أي وحدة سكنية أو تجارية واحدة بأكثر من عداد فإنه يتم تصحيح هذا الوضع المخالف وفق القواعد المعتمدة في "دليل تقديم الخدمة الكهربائية". وحول وضع البنايات الموقوفة لعدم وجود عازل حراري، أكد أنه بناء على الأمر السامي الكريم فقد أصبح موضوع الالتزام بتطبيق العزل الحراري في المباني شرطاً أساسياً لتوصيل الخدمة الكهربائية، وقد أنيط بالشركة السعودية للكهرباء مسؤولية تطبيق هذا القرار بالتنسيق مع الأمانات والبلديات المعنية، فأصبح التنسيق مع الشركة لتنفيذ اشتراطات العزل الحراري شرطاً أساسياً لاستخراج رخصة البناء، التي من أهمها وجود تعهد من المالك والمكتب الهندسي المصمم بالالتزام بالعزل الحراري وفق المواصفات المقرة من الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، وهذه الإجراءات تمكن الشركة من التواصل مع المالك والتنسيق لزيارة الموقع والتأكد من وجود العزل الحراري خلال مراحل البناء، ويتم ذلك عبر ثلاث زيارات على الأقل خلال بناء الجدران والأسقف العلوية وعند تركيب النوافذ كما يتم التنسيق مع المكاتب الاستشارية للتأكد من وضع ذلك ضمن مخططات التصميم وإعلام المستفيدين بإلزامية العزل الحراري لمنشآتهم. ومما تجدر الإشارة إليه أن فوائد العزل الحراري لا تنحصر فقط في خفض فاتورة استهلاك الكهرباء الذي يمكن أن يصل إلى 35 في المائة من قيمة الفاتورة، ولكنه كذلك يوفر الراحة للساكنين ويطيل عمر المبنى والأثاث، إضافة إلى أن تكلفته لا تتجاوز نسبة قليلة من تكاليف المنشأة. وفيما يخص العدادات الذكية، أعدت الهيئة استراتيجية العدادات والشبكات الذكية متضمنة الفوائد المباشرة وغير المباشرة على المستهلك ومقدم الخدمة والاقتصاد الوطني، التي قدرتها الدراسة بما يقارب 100 مليار ريال بينما لا تتجاوز تكلفة المشروع 12 مليار ريال، كما تضمنت وضع الحد الأدنى للوظائف المطلوب توافرها في العداد الذكي، ومنها خاصية الدفع المسبق، ووضعت برنامجاً زمنياً لتطبيق الخطة على مدى عدة سنوات يمكن خلالها استبدال العدادات الإلكتروميكانيكية الحالية وعددها أكثر من ثمانية ملايين عداد بالعدادات الذكية. وقد بدأت الشركة السعودية للكهرباء باتخاذ الإجراءات اللازمة نحو وضع الخطط والاستراتيجيات اللازمة لبدء تنفيذ خطة تركيب العدادات الذكية في المملكة خلال عام 2016، ومراعاة المتطلبات الواردة في الاستراتيجية التي أعدتها الهيئة، وتقوم الشركة السعودية للكهرباء في الفترة الحالية بتنفيذ مشاريع تجريبية تتبعها عملية تعميم واسعة لتركيب العدادات الذكية في المملكة، تتخللها عملية اختبارات وتقييم لعملية تشغيل العدادات والأنظمة المستخدمة والاتصالات ومركز معالجة البيانات، حيث يتوقع الانتهاء من تنفيذ الاستراتيجية في نهاية عام 2025.
مشاركة :