تعتزم وكالة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) دخول التاريخ في وقت لاحق اليوم، بإجراء أول «اختبار دفاعي كوكبي» في العالم، وفيه تصطدم مركبة بكويكب لتعيد توجيه مساره. والهدف هو حماية كوكب الأرض من تصادم محتمل فيما تصفه «ناسا» بجسم قريب من الأرض، كويكبات أو مذنبات، التي يمكن أن تقترب من مدارنا. وقال مدير المهمة الفضائية توماس زوربوخن إن الاختبار المزدوج لإعادة توجيه الكويكب هو أول مهمة تحاول دفع جسم خطر بعيداً عن طريق تجربة مباشرة. وتبلغ كتلة المركبة «دارت» التي تم إطلاقها من قاعدة كاليفورنيا على متن صاروخ «فالكون 9» في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 610 كيلوغرامات ويبلغ مقاسها 8.1 متر في 9.1 متر في 6.2 متر. وهي مصممة للاصطدام بكويكب يسمى «ديموفورس» بسرعة 6.6 كيلومتر في الثانية الساعة 2314 بتوقيت غرينتش اليوم الاثنين. وسوف تلتقط الكاميرات المرافقة لـ«دارت» الكويكيبات قبل نحو 90 دقيقة من الاصطدام المخطط. ولا يمثل «ديمورفوس» - ولن يشكل - تهديداً للأرض، ولكن تأثير «دارت» سيوفر للعلماء البيانات التي يحتاجون إليها لبناء مهمة مماثلة لتغيير مسار أي كويكب كبير يهدد الأرض بالفعل. ويعد ذلك إثباتاً لمفهوم مهم لمبادرة «ناسا» للدفاع الكوكبي، التي تهدف إلى تحديد وتخفيف التهديدات للحياة على الأرض من الكويكبات القريبة. «دارت» هي مركبة فضائية صغيرة نسبياً، بحجم سيارة صغيرة، مصممة للاصطدام بكويكب بسرعة عالية وتغيير مسار صخرة الفضاء مع طاقة الاصطدام. تم إطلاق «دارت» في 24 نوفمبر 2021، واستخدمت الدفع الكهربائي الشمسي لتحلق في مسار يعترض الكويكب «ديمورفوس» على بعد 6.8 مليون ميل من الأرض في 26 سبتمبر (أيلول). يُستخدم الدفع الكهربائي الشمسي الكهرباء المولدة لدفع جزيئات الشحن من مؤخرة مركبة فضائية، مما يولد قوة دفع. ستضرب «دارت» رأساً على «ديمورفوس» بسرعة نحو 4 أميال في الثانية، أو 14 ألفاً و400 ميل في الساعة، ما يؤدي إلى نقل طاقة حركية كافية من المركبة الفضائية التي يبلغ وزنها نحو 1200 رطل لتغيير مدار «ديمورفوس» بشكل ملحوظ. سيقوم قمر صناعي صغير يحمله «دارت»، وتم إطلاقه قبل الاصطدام بتصوير التأثير والتأثيرات اللاحقة مباشرة، بينما ستصل بعثة «هيرا»، التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية إلى «ديمورفوس» في عام 2027 لتقييم ما إذا كانت «دارت» قد غيّرت مدار الكويكب. و«دارت» عبارة عن تعاون بين وكالة «ناسا» ومختبر جونز هوبكنز للفيزياء التطبيقية (APL)، في لوريل، ماريلاند. يتم تمويل المركبة الفضائية والبعثة من خلال مكتب تنسيق الدفاع الكوكبي التابع لوكالة «ناسا».
مشاركة :